للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفيض، وجاء القبض: يحتمل أن يراد به الإحسان والعطاء الواسع وقد يكون الموت وقبض الأرواح (المشارق ٢/ ٦٦) والقبض بمعنى الموت يقال: فاضت نفسه (النهاية/فيض/٣/ ٤٨٥). وقال ابن حجر: الأولى أن يفسر القبض بالميزان؛ ليوافق الرواية الأخرى فإن الذي يوزن بالميزان يخف ويرجح فكذلك ما يقبض (الفتح ١٣/ ٣٩٥).

الفوائد:

(١) إثبات اليدين لله تعالى حقيقة، وكثرة نفقته تعالى فهذا الإنفاق الهائل المستمر الدائم بدون توقف لم ينقص ما في يده تعالى؛ لأن بيده الخير كله لامانع لما أعطى ولا معطي لما منع وإذا أراد شيئاً قال: كن فيكون (شرح التوحيد ١/ ٣٠٥، ٣٠٦).

(٢) أن يد الله ملأى لاينقصها عطاء ـ وكل مملوء ينقصه العطاء ـ فعطاؤه سبحانه خلاف عطاء المخلوقين؛ لانفراده بالجلال والكمال (العارضة ١١/ ١٧٣) وأن كل ما في الوجود من رحمة ونفع، ومصلحة فهو من فضله تعالى، وما في الوجود من غير ذلك فهو من عدله فكل نعمة منه فضل، وكل نقمة منه عدل، وقد أخبر أن يده اليمنى فيها الإحسان إلى الخلق، ويده الأخرى فيها العدل والميزان الذي به يخفض ويرفع فخفضه ورفعه من عدله وإحسانه إلى خلقه من فضله (مجموع الفتاوى ٨/ ٩٥).

(٣) أن وجود العرش والماء سابق وجود السموات والأرض بزمن طويل جداً والله أعلم بمقداره (شرح التوحيد ١/ ٣٨٨).

(٤) الميزان في الحديث العدل الذي به يرفع من يكون أهلاً لأن يرفع ومن هو موضع له فيتفضل عليه برفعه بالإيمان وقبول الحق بأن يحبب إليه الإيمان، ويزينه في قلبه، ويكره إليه الكفر والفسوق والعصيان وهذا أعظم الرفع، ويخفض من ليس أهلاً لذلك بأن يمنع فضله عنه، ويكله إلى نفسه فيضل ويتولاه عدوه فيصبح خاسراً وهذا أعظم الخفض لأنه يصير إلى أسفل سافلين في جهنم (شرح التوحيد ١/ ٣٠٦).

(٥) أن القول مضاف إلى الله قولاً له حقيقة وقول الله غير خلقه (شرح التوحيد ٢/ ٣٦٨، ٣٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>