٧٠٢ - (٣٤٥) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار} وفي رواية {يسب بنو آدم الدهر، وأنا الدهر بيدي الليل والنهار} رواه البخاري، ومسلم باللفظ الثاني على الإفراد:
{ابن آدم} وبالأول دون قوله: {بيدي الأمر} ورواه أبو داود باللفظ الأول. وفي لفظ عند مسلم {يؤذيني ابن آدم يقول: ياخيبة الدهر، فلا يقولن أحدكم: ياخيبة الدهر؛ فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما} وفي لفظ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لاتسموا العنب الكرم، ولا تقولوا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر} رواه البخاري ومسلم بنحوه وفي لفظ: {لاتسبوا الدهر فإن الله هو الدهر}، {لايقولن أحدكم ياخيبة الدهر فإن الله هو الدهر} رواه مسلم.
التخريج:
خ: كتاب التفسير سورة الجاثية: باب {وما يهلكنا إلا الدهر} (٦/ ١٦٦) (الفتح ٨/ ٥٧٤)
كتاب الأدب: باب لاتسبوا الدهر (٨/ ٥١) (الفتح ١٠/ ٥٦٤)
كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} (٩/ ١٧٥) (الفتح ١٣/ ٤٦٤).
م: كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها: باب النهي عن سب الدهر (١٥/ ٢ - ٤).
د: كتاب الأدب: باب في الرجل يسب الدهر (٤/ ٣٧١).
شرح غريبه:
الدهر: اسم للزمان الطويل، ومدة الحياة الدنيا (النهاية/دهر/٢/ ١٤٤).
المعنى:
للعلماء من أصحاب أحمد وغيرهم قولان في معنى هذا الحديث:
(١) قول أبي عبيد وأكثر العلماء: أنه خرج الكلام فيه لرد مايقوله أهل الجاهلية، ومن أشبههم، فإذا أصابتهم مصيبة، أو منعوا أغراضهم أخذوا يسبون الدهر والزمان يقول أحدهم: قبح الله الدهر الذي شتت شملنا، لعن الله الزمان الذي جرى فيه كذا وكذا وكثيراً ما جرى من كلام الشعراء ونحوهم مثل هذا كقولهم: يادهر فعلت كذا وهم يقصدون سب من فعل تلك الأمور ويضيفونها إلى الدهر.
وذكر الخطابي أنهم في ذلك فرقتان:
فرقة لاتؤمن بالله، ولاتعرف إلا الدهر الذي هو مر الزمان واختلاف الليل والنهار اللذين هما محل الحوادث وظرف لمساقط الأقدار فتنسب المكاره إليه على أنها من فعله، ولاترى أن له مدبراً ومصرفاً وهؤلاء الدهرية الذين حكى الله عنهم في كتابه.