٧٢٠ - (٣٥٤) حديث أبي موسي رضي الله عنه:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من الإبل في عقلها} رواه البخاري وعند مسلم: {نفس محمد ... تفلتاً}.
٧٢١ - حديث ابن مسعود رضي الله عنه:
قوله صلى الله عليه وسلم: {بئس مالأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي فاستذكروا القرآن فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من صدور الرجال من النعم من عَقْله} رواه الترمذي وهو عند البخاري ومسلم بدون القسم.
التخريج:
خ: كتاب فضائل القرآن: باب استذكار القرآن وتعاهده (٦/ ٢٣٨) (الفتح ٩/ ٧٩)
وانظر: باب نسيان القرآن، وهل يقول نسيت آية كذا وكذا؟ (٦/ ٢٣٨) (الفتح ٩/ ٨٥).
م: كتاب صلاة المسافرين وقصرها: باب فضائل القرآن والأمر بتعهده (٦/ ٧٦ - ٧٨).
ت: كتاب القراءات: باب (١٠) (٥/ ١٩٣) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
شرح غريبه:
تفصياً: خروجاً يقال تفصيت من الأمر تفصياً إذا خرجت منه وتخلصت. (النهاية /فصا/٣/ ٤٥٢). وكل شيء كان لازماً للشيء ففصل منه قيل: تفصى منه كما يتفصى الإنسان من البلية أي يتخلص منها (المعلم ١/ ٣٠٦).
تفلتاً: التفلت، والإفلات، والانفلات: التخلص من الشيء فجأة من غير تمكث (النهاية/فلت/٣/ ٤٦٧).
عُقُلها: ـ بضم العين والقاف، ويجوز إسكان القاف ـ جمع عقال ككتاب وكتب (شرح النووي ٦/ ٧٧). والعقال: الحبل الذي يعقل به البعير (النهاية /عقل /٣/ ٢٨٠).
تعاهدوا: التعاهد والتعهد: الاحتفاظ بالشيء والملازمة له (المشارق/عهد /٢/ ١٠٤).
الفوائد:
(١) فيه الحث على تعاهد القرآن وتلاوته، والحذر من تعريضه للنسيان (النووي ٦/ ٧٧).
(٢) أن الذي يداوم على تلاوة القرآن يذل له لسانه، وتسهل عليه قراءته فإذا هجره ثقلت عليه القراءة، وشقت عليه. وقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم درس القرآن بربط البعير الذي يخشي منه الشراد فما زال التعاهد موجوداً فالحفظ موجود كما أن البعير ما دام مشدوداً بالعقال فهو محفوظ. وتخصيص الإبل بالذكر؛ لأنها أشد الحيوان الإنسي نفوراً وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة (الفتح ٩/ ٧٩).
(٣) ذم قول الرجل: نسيت آية كيت وكيت؛ لما فيه من الإشعار بعدم الاعتناء بالقرآن إذ لايقع النسيان إلا بترك التعاهد، وكثرة الغفلة فقوله شهادة على نفسه بالتفريط، وقيل غير ذلك ورجح ابن حجر القول الأول وأيده بعطفه على النهي الأمر باستذكار القرآن (الفتح ٩/ ٨١).