ورواه الطبراني في (الكبير ٢٠/ ٢٨٤، ٢٨٥) من طريق الثوري عن يزيد عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن أبي وداعة به بدون القسم.
دراسة الإسناد:
(١) قتيبة: هو ابن سعيد، تقدم مراراً، وهو ثقة ثبت. (راجع ص ٢٢٨)
(٢) أبو عوانة: تقدم، وهو الوضاح بن عبد الله اليشكري ثقة ثبت إذا حدث من كتابه، وإذا حدث من حفظه يغلط. (راجع ص ١٩٥٢)
(٣) يزيد بن أبي زياد: الهاشمي ـ مولاهم ـ أبو عبد الله الكوفي. قال شعبة: كان رفاعاً، وفسرها الذهبي بأنه يعني الآثار التي هي أقوال الصحابة يرفعها. وقال ابن المبارك: ارم به، وقال أحمد: لم يكن بالحافظ، وقال: ليس بذاك. وقال ابن معين: ليس بذاك، وفي رواية: لايحتج بحديثه، وقال: هو دون عطاء بن السائب إلا فيمن سمع من عطاء وهو مختلط فيزيد فوقه، وقال: كان يضعف. وقال أبو زرعة: لين يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو حاتم، وابن معين في رواية، والنسائي: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: لايخرج عنه في الصحيح، ضعيف يخطئ كثيراً ويتلقن إذا لُقنّ. وقال الجوزجاني: سمعتهم يضعفون حديثه، وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه، وقال ابن خزيمة: في القلب منه شيء، وقال ابن قانع: ضعيف. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقد توسط فيه بعضهم، وخص بعضهم ضعفه بما حدث بعد تغيره: فذكره مسلم فيمن لم يوصفوا بالحفظ والإتقان، لكن اسم السَّتْر وتعاطي العلم يشملهم. وقال أحمد بن صالح المصري: ثقة لايعجبني قول من يتكلم فيه. وقال جرير: كان أحسن حفظاً من عطاء بن السائب. وقال بهز بن حكيم: كان أصحابنا يقولون يزيد وعطاء بن السائب وابن طاووس وسط. وقال ابن سعد: ثقة في نفسه إلا أنه اختلط في آخر عمره فجاء بالعجائب. وقال أبو داود: لا أعلم أحداً ترك حديثه، وغيره أحب إلى منه، وزاد في رواية: ثبت. وقال الفسوي: وإن كانوا يتكلمون فيه لتغيره فهو على العدالة والثقة وإن لم يكن مثل الحكم ومنصور. وقال العجلي: جائز الحديث وكان بأخره يلقن. وقال ابن حبان: كان صدوقاً إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وتغير فكان يتلقن مالقن فوقعت المناكير في حديثه من تلقين غيره إياه وإجابته فيما ليس من حديثه لسوء حفظه، فسماع من سمع منه قبل دخوله الكوفة في أول عمره سماع صحيح وسماع من سمع منه في آخر قدومه الكوفة بعد تغير حفظه وتلقنه ما يلقن سماع ليس بشيء.
كان شيعياً: قال محمد بن فضيل: كان من أئمة الشيعة الكبار، وقال ابن عدي: من شيعة أهل الكوفة.
قال الذهبي في السّير: كان من أوعية العلم، وليس هو بالمتقن؛ ولذا لم يحتج به البخاري ومسلم، وقال: حدث عنه شعبة مع براعته في نقد الرجال، ثم ذكر له أحاديث بواطيل، وقال: لو علم شعبة أنه يرويها لما روى عنه كلمة، وقال في الميزان: أحد علماء الكوفة المشاهير على سوء حفظه، وقال في المغني: مشهور سيء الحفظ، وفي الكاشف: شيعي عالم فهم صدوق ردئ الحفظ لم يترك.
وقال ابن حجر في الهدي: مختلف فيه والجمهور على تضعيف حديثه، إلا أنه ليس بمتروك، علق له البخاري موضعاً واحداً.