للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسالح الدجال: جمع مسلحة وهم القوم الذين يحفظون الثغور من العدو، وسموا مسلحة؛ لأنهم يكونون ذوي سلاح، أو لأنهم يسكنون المسلحة وهي كالثغر (النهاية/سلح/٢/ ٣٨٨).

الفوائد:

(١) الأحاديث حجة لأهل الحق في صحة وجود الدجال وأنه شخص بعينه ابتلى الله به عباده، وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى، ثم يعجزه الله تعالى، ويبطل أمره ويقتله عيسى عليه السلام (شرح النووي ١٨/ ٥٨).

(٢) التنبيه إلى صفة الدجال، وأنه ناقص الصورة؛ ليعلمه السامعون ويعلّموه الناس لئلا يغتر بالدجال من يرى تخييلاته وما معه من الفتنة فإن في نقصه تنبيهاً للعقول القاصرة؛ لأن من عجز عن إزالة نقصه فهو عن غيره أعجز فلا يصلح للألوهية. (شرح النووي ٣/ ٢٢٦)

(٣) إنذار الأنبياء أقوامهم لعظم فتنته بما يظهر على يديه من الفتن ولما لم يعين لواحد منهم زمن خروجه توقع كل منهم أن يخرج في زمن أمته، فبالغ في التحذير منه فيجب الإيمان بخروجه، والعزم على معاداته وصدق اللجأ إلى الله تعالى في الحفظ منه.

(٤) أنه مكتوب بين عينيه حقيقة جعله الله سبحانه وتعالى علامة من جملة العلامات الدالة على كفره يظهرها الله لكل مؤمن يقرؤها كاتب أو غير كاتب، ويدل على أن الكَتْب حقيقة قوله في الرواية الأخرى: {مكتوب بين عينيه ك ف ر} فإنه تحقيق للكتب فذكر الحروف يدل على الكتب حقيقة لامجازاً ولا كناية (شرح الأبي ٧/ ٢٦١، ٢٦٢، ٢٦٦) وهي من العلامات القاطعة بكفره وكذبه وإبطاله يظهرها الله تعالى لكل مسلم ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته (شرح النووي ١٨/ ٦٠). وهذا بيان من الله لكذبه ونقصه، وأنه مفضوح عند خلقه في وجهه أن ما كتب بين عينيه يراه المؤمن بعين بصيرته ولا يراه الكافر ولا المفتون، كما يرى المؤمن بعين بصيرته الأدلة ولا يراها الكافر. وفيه أن الله يخلق الإدراك لغير الكاتب دون تعليم؛ لأن ذلك زمان خرق العادات في هذا وغيره (العارضة ٩/ ٨٢، ٨٣).

(٥) وصف النبي صلى الله عليه وسلم الدجال بأنه أعور مع أن ظهور دلائل الحدوث والنقص عليه أبين من أن يستدل عليه بأنه أعور، وذلك لما وقعت فيه النصارى والحلولية ممن يجوز ظهور الرب في البشر أو يقول أنه هو البشر، والرسول صلى الله عليه وسلم بعث رحمة للعالمين فاستدل بالعور دليلاً على انتفاء الإلهية عنه (مجموع الفتاوى ٢/ ٤٧٦، ٣/ ٣٩٢).

(٦) إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة (التوحيد لابن خزيمة ١/ ٤٤٣) وأن كل من ادعى إنه يرى ربه بعينه قبل الموت فدعواه باطلة باتفاق أهل السنة والجماعة؛ لأن أحداً من المؤمنين لايرى ربه بعيني رأسه حتى يموت (مجموع الفتاوى ٣/ ٣٨٩).

(٧) إثبات العين لله جل وعلا (التوحيد ١/ ٩٦) والحديث صريح بأنه ليس المراد إثبات عين واحدة {إن ربكم ليس بأعور} فإن ذلك عور ظاهر تعالى الله عنه (مختصر الصواعق ١/ ٢٦) بل فيه إثبات العينين لله تعالى اللتين ينظر بهما إلى ما يريد ولا يحجب نظره حاجب سبحانه، ويزيد ذلك وضوحاً إشارته صلى الله عليه وسلم إلى عينيه لتحقيق الوصف يعني أن لله عينين سالمتين من كل عيب كاملتين بخلاف الدجال الفاقد لإحدى عينيه وذلك من أعظم الأدلة على كذبه (شرح التوحيد ١/ ٢٨٣ ـ ٢٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>