(٢) يحيى بن موسى: هو يحيى بن موسى بن عبدربه البلخي، أصله من الكوفه، أبو زكريا لقبه خت ـ بفتح المعجمة ويقال بالضم وتشديد المثناة ـ وقيل هو لقب أبيه، ولُقب بها لأنها جرت على لسانه.
(٣) أبو معاوية: هو محمد بن خازم ـ بمعجمتين ـ أبو معاوية الضرير الكوفي، عمي وهو صغير، لزم الأعمش عشرين سنة، قال شعبة: هذا صاحب الأعمش فاعرفوه. كان معروفاً بسعة الحفظ حتى قال الإمام أحمد: أبو معاوية فوق شعبة في الكثرة والعلم ـ يعني بالأعمش ـ قدمه بعضهم على جميع أصحاب الأعمش، لكن أبا حاتم قدم عليه الثوري في الأعمش، وقدم ابن معين شعبة ووكيعاً.
وقد أخذت عليه أمور:
أولها: أنه في غير الأعمش مضطرب، قال الإمام أحمد: في غير حديث الأعمش مضطرب لايحفظها حفظاً جيداً، ونحوه قال ابن خراش. وقال أبوداود: إذا جاز حديث الأعمش كثر خطؤه يخطئ على هشام بن عروة وعلى إسماعيل ـ الأحمسي ـ وعلى عبيدالله بن عمر، وقال ابن مهدي: أبو معاوية عنده كذا وكذا وهماً. قال العجلي: سمع من الأعمش ألفي حديث فمرض مرضة فنسي منها ستمائة حديث ولعل هذا سبب ماورد عن أحمد أنه يخطئ على الأعمش.
وثانيها: أنه يدلس، وصفه بذلك يعقوب بن شيبة والدارقطني، وقال أحمد: أبو معاوية عن عن ... أي يدلس، وقد ذكره ابن حجر في الطبقة الثانية أي ممن احتمل الأئمة تدليسهم.
وثالثها: أنه كان يرى الإرجاء، بل قال أبو زرعة: كان يدعو للإرجاء، وقال أبو داود: رئيس المرجئة بالكوفة. وثقه ابن معين، والعجلي، وابن سعد، ويعقوب بن شيبة، والنسائي، وقال ابن حبان: كان حافظاً متقناً.
قال الذهبي: ثبت في الأعمش، وكان مرجئاً، وفي الميزان: ثقه ثبت ماعلمت فيه مقالاً يوجب وهنه مطلقاً.
وقال ابن حجر: ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره، وقال: لم يحتج به البخاري إلا في الأعمش، وله عنده عن هشام بن عروة أحاديث، وعن بريد بن أبي بردة حديث واحد، لكنه توبع عليها كلها. من كبار التاسعة، مات سنة ١٩٥ هـ وله ٨٢ سنة وقد رُمي بالإرجاء (ع).