كما نقل ابن حجر في (نتائج الأفكار ١/ ١٥٩) ـ ولم أجده في المطبوع ـ ولم يذكره أصحاب كتب المراسيل كما هو واضح في ترجمته والذي اتفقوا عليه أنه لم يسمع من عائشة حتى الحاكم قال ذلك في (المعرفة/ ١١١)، وعليه ففي الحديث انقطاع لكن مرسل الشعبي صحيح فلا يضره.
بقيت علة أخرى ذكرها الدارقطني (العلل ٥/ل ١٧١ أ) هي الاختلاف على الشعبي: فقد رواه زبيد عنه مرسلاً، ورواه مجالد عنه عن مسروق عن عائشة، ورواه أبو بكر الهذلي عنه عن عبد الله بن شداد عن ميمونة. انظر هذه الطرق في (عمل اليوم والليلة للنسائي ١٧٦)، (المعجم الكبير ٢٣/ ٣٢٠، ٢٤/ ٩)، (نتائج الأفكار ١/ ١٦٢)، وذكرها المزي في (التحفة ١٣/ ١٣، ١٤).
لكن الدارقطني قال: المحفوظ حديث منصور ومن تابعه. وقال ابن حجر:(نتائج الأفكار ١/ ١٥٩)"وهذه العلة غير قادحة فإن منصوراً ثقة حافظ ولم يختلف عليه فيه "، ثم ذكر أنه بقيت العلة الأولى وهي الانقطاع، ويحمل تصحيح من صححه على تسهيل الأمر؛ لكونه في الفضائل، ولا يقال اكتفى بالمعاصرة؛ لأن محل ذلك أن لا يحصل الجزم بانتفاء التقاء المتعاصرين إذا كان النافي واسع الاطلاع مثل: ابن المديني والله أعلم.
والحديث حسنه ابن حجر (نتائج الأفكار ١/ ١٥٦).
وقد صحح الأرناؤوط الإسنادين: إسناد حديث أم سلمة، وأنس رضي الله عنهما في تعليقه على (جامع الأصول ٤/ ٢٧٤ - ٢٧٦).
وصحح الألباني إسناد حديث أم سلمة في تعليقه على (المشكاة ١/ ٧٤٩)، وصحح حديث أنس (صحيح الجامع ١/ ١٤٨).
حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
الأول: إسناده ضعيف؛ لضعف هارون بن هارون، وقد ضعفه به البوصيري (الزوائد/ ٥٠٠)، (مصباح الزجاجة ٤/ ١٥٢)، وابن حجر (النتائج ١/ ١٦٧).
الثاني: ضعيف؛ لضعف عبد الله بن حسين بن عطاء، وضعفه به البوصيري (الزوائد ٥٠٠)، (مصباح الزجاجة ٤/ ١٥١)، وأعله أبوزرعة في (السؤالات ٢/ ٥٣٧) حيث قال: "عبد الله بن حسين حدث عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وإنما هو عن سهيل عن أبيه عن السلولي ـ وهو عبد الله بن ضمرة ـ عن كعب." أي موقوف. وقد رواه أبو نعيم في (الحلية ٥/ ٣٨٩). وعليه فقول الحاكم (١/ ٥١٩): صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وسكوت الذهبي غير مسلّم؛ فإن عبد الله بن حسين ليس من رجال مسلم.
قال ابن حجر في (النتائج ١/ ١٦٦) "وفي تصحيحه نظر فإن أبا زرعة ضعَّف عبد الله بن حسين، وقد