(٤) قتادة: هو قتادة بنِ دعامة ـ بكسر الدال ـ أبو الخطاب السدوسي: صاحب أنس بن مالك
رضي الله عنه لم يسمع من صحابي غيره ولقي عبد الله بن سرجس. أحد الحفاظ كان يضرب به المثل في الحفظ، قال سعيد بن المسيب: ما أتاني عراقي أحفظ من قتادة، وقال محمد بن سيرين: هو أحفظ الناس وقال أحمد: كان أحفظ أهل البصرة لايسمع شيئاً إلاحفظه. كما أثنى على علمه بتفسير القرآن، وباختلاف العلماء، وبالحفظ والفقه. وقال: قلما تجد من يتقدمه أما المثل فلعل. ووثقه ابن سعد وغيره، وقدمه أحمد والرازيان على أصحاب أنس بعد الزهري، وقال أبو داود: أثبت الناس في أنس قتادةثم ثابت. ... ومع ما تقدم فقد أخذت عليه أمور:
أولها: قوله بالقدر: وقد كان طاووس يفر منه لذلك، وورد أنه كان يدعو إليه، قال ابن المديني: إن عبد الرحمن يقول أترك كل من كان رأساً في بدعة يدعو إليها. قال يحيى بن سعيد: كيف تصنع بقتادة؟ وذكر يعقوب الفسوي قول ابن شوذب: كان يصيح بالقدر في مسجد البصرة صياحاً، وقال أبوداود: لم يثبت عندنا قول قتادة بالقدر فالله أعلم. لكنه قد نسبه إليه جماعة ولعله لم يكن داعية كما قال العجلي: كان يُتهم بقدر وكان لا يدعو إليه ولا يتكلم فيه. واختاره الذهبي وقال: سد هذا الباب أولى، فقد وقع في القدر وغيره من البدع خلق من الكبار، أما الغلاة والدعاة فكان جمهور السلف يحذرون منهم ولايرون الرواية عنهم.
وثانيها: كثرة إرساله مع كونه يأخذ عن كل أحد: قال الشعبي: هو كحاطب ليل. وعليه فإرساله ضعيف لكن الأئمة بينوا من أرسل عنهم من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم.
وثالثها: كثرة تدليسه: وهو مشهور به، فلا يقبل مالم يصرح فيه بالسماع كان شعبة يقول: كنت أتفطن إلى فم قتادة فإذا قال: حدثنا كتبت، وإذا قال: حدث لم أكتب، وضعَّف ابن المديني حديثه عن سعيد تضعيفاً شديداً.
قال الذهبي: حافظ مفسر ثقة ثبت، لكنه مدلس ورمي بالقدر احتج به أصحاب الصحيح لا سيما إذا قال: حدثنا، مات كهلا سنة ١١٧ هـ أو ١١٨ هـ.
وقال ابن حجر: ثقة ثبت يقال ولد أكمه، وهو رأس الرابعة (ع).