وتركه يحيى القطان عمداً وكان سيء الرأي فيه لا يراجع فيه، وطرح زائدة حديثه وقال: مضطرب الحديث. وقال يعقوب: واهي الحديث، في حديثه اضطراب كثير وهو صدوق فقيه. وذكر ابن حبان أن ابن المبارك، وعبد الرحمن، وابن معين، وأحمد تركوه. لكن الذهبي ردّ هذا القول وعدَّه مجازفة.
اختلف فيه قول ابن معين: فقال في رواية: صالح، صالح الحديث، وفي رواية: لايحتج بحديثه، وفي رواية: ضعيف ضعيف. كما اختلف فيه قول الدارقطني فقال في مواضع من سننه: ضعيف، لا يحتج بحديثه، وفي موضع ذكره من الثقات. وضعفه ابن سعد، والبخاري، والنسائي، والساجي.
وقد عيب على الحجاج أمور هي:
الأول: الخطأ والزيادة على حديث الناس: قال ابن عدي: ربما أخطأ في بعض الروايات أما أنه يتعمد الكذب فلا، وقيل للإمام أحمد لم ليس هو عند الناس بذاك؟ قال: لأن فيه حديثه زيادة على حديث الناس ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة.
والثاني: كثرة الإرسال وقد تتبع العلماء ذلك فذكروا أنه لم يسمع من الزهري ولا يحيى بن أبي كثير، واختلف في سماعه من مكحول، وسمع من عمرو بن شعيب أربعة أحاديث، فقد كان يروي عمن لم يلقهم.
والثالث: التدليس، اشتهر بالتدليس عن الضعفاء وصفه به كثير من الأئمة، وهو من الطبقة الرابعة من المدلسين فلايقبل إلا إذا صرح بالسماع: قال أبو حاتم: صدوق يدلس عن الضعفاء يكتب حديثه وإذا قال: " حدثنا" فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه إذا بيّن السماع ولايحتج بحديثه، وقال أبو زرعة: صدوق يدلس، وقال الذهبي: أكثر ما نُقم عليه التدليس.
والرابع: ما أخذ عليه من أمور في خلقه ودينه: منها تيهه الذي لايليق بالعلماء، وما اتهم به من أخذ الرشوة في القضاء ذكره الأصمعي، وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه.
قال الذهبي في السّير: من بحور العلم تُكلم فيه لبأوٍ فيه ـ وهو الكبر والفخر ـ، ولتدليسه، ولنقص قليل في حفظه ولم يترك، وقد يترخص الترمذي ويصحح له وليس بجيد، وقال في الكاشف: أحد الأعلام على لين فيه.
وقال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ والتدليس، من السابعة مات سنة ١٤٥ هـ (بخ م ـ مقروناً وفي المتابعات ـ ٤)
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (٦/ ٣٥٩)، العلل لأحمد (٣/ ١٤، ٢١٦)، بحرالدم (١٠٧)، الضعفاء للبخاري (٣٦)، الجرح والتعديل (٣/ ١٥٤ - ١٥٦)، المراسيل (٤٧، ٤٨)، تاريخ الدارمي (٥٠)، سؤالات ابن الجنيد (٧٦)،