للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (٤٢) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (٤٣)} [الإسراء: ٤٢].

فقرن تعاليه عن ذلك بالتسبيح، وبَيّن سبحانه في غير آية أنه تعالى عما يقول المبطلون وعما يشركون فهو متعال عن الشركاء والأولاد كما أنه مسبح عن ذلك، وتعاليه سبحانه عن الشريك هو تعاليه عن السمي والند والمثل فلا يكون شيء مثله، ونفي المثل عنه يقتضى أنه أعلى من كل شيء فلا شيء مثله، وهو يتضمن أنه أفضل وخير من كل شيء، كما أنه أكبر من كل شيء، وهذا يقتضي ثبوت صفات الكمال له دون ما سواه، وأنه لايماثله غيره في شيء من صفات الكمال بل هو متعال عن أن يماثله شيء، وهو سبحانه قاهر لكل ما سواه قادر عليه نافذة مشيئته فيه، وهو سبحانه عال على الجميع فوق عرشه فهذه أمور ثلاثة في اسمه {العلي} وتعاليه سبحانه عن الشركاء يقتضي اختصاصه بالإلهية وأنه لايستحق العبادة إلا هو سبحانه وتعالى وحده (١).

والرب تعالى لايكون شيء أعلى منه قط بل هو العلي والأعلى ولايزال هو العلي الأعلى مع أنه يقرب إلى عباده ويدنو منهم وينزل إلى حيث شاء، ويأتي كما شاء، وهو في ذلك العلي الأعلى، الكبير المتعالي عليّ في دنوه قريب في علوه (٢). وقد قصر بعضهم العلو على علو القهر وعلو المجد والشرف مع تنزيهه سبحانه عن صفات خلقه وعن تكييف صفاته (٣).

والحق أنه اجتمع في العلو المعاني الثلاثة:

علو الذات: فإنه فوق المخلوقات، على العرش استوى أي علا وارتفع.


(١) انظر: مجموع الفتاوى (١٦/ ١١٩ - ١٢٤).
(٢) المصدر السابق (١٦/ ٤٢٤).
(٣) انظر: تفسير الأسماء الحسنى للزجاج (٤٨)، شأن الدعاء (٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>