للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٣) حماد بن سلمة بن دينار: البصري، أبو سلمة. وثقه ابن معين وقال: حماد في أول أمره وآخره واحد، وكان رجل صدق ومات يحيى القطان وهو يحدث عنه، وقال أحمد: لا أعلم أحداً أروى في الرد على أهل البدع منه، قال ابن مهدي: لم أر أحداً مثله هو ومالك كانا يحتسبان في الحديث، وقال: صحيح السماع حسن اللقي أدرك الناس ولم يتهم بلون من الألوان ولم يلتبس بشيء، وقال ابن المديني: هو عندي حجة في رجال. ووثقه يعقوب الفسوي، والعجلي وقال: يقال عنده ألف حديث حسن ليس عند غيره، وأفاض ابن حبان في الثناء عليه، ونقد من جانب إخراج حديثه.

قدمه أكثر الأئمة في أحاديث بعض الشيوخ:

وأولهم: ثابت البناني، فقال ابن معين: من خالف حماداً في ثابت فالقول قول حماد. وقال ابن المديني، وأحمد، والدارقطني: لم يكن في أصحاب ثابت أثبت منه.

وثانيهم: حميد الطويل ـ وهو خاله ـ قال ابن معين: هو أعلم الناس بحميد، وقال أحمد: أثبت الناس

في حميد سمع منه قديماً.

وثالثهم: الجريري سعيد بن إياس، قال النسائي: حماد في الجريري أثبت من عيسى بن يونس لأن حماد اً سمع منه قديماً قبل أن يختلط.

ورابعهم: علي بن زيد، قال أبو حاتم: حماد أحب إليّ من همام ومن عبدالوارث في علي بن زيد، وهو أضبط الناس وأعلمهم بحديثه بيّن خطأ الناس، ومقابل ذلك فقد ضُعف في رجال قال يحيى القطان: حماد عن زياد الأعلم وقيس بن سعد ليس بذاك، وقد ذكر أحمد أن كتابه عن قيس ضاع، فصار يروي أحاديث أنكرها أحمد عليه.

أخذ عليه أمران:

أولهما: كثرة الخطأ، وصفه بذلك أحمد لكنه لم ير بالروية عنه بأساً. وقال ابن سعد: قالوا ثقة كثير الحديث وربما حدث بالحديث المنكر.

وثانيهما: أنه لما كبر ساء حفظه، قال الحاكم: قد قيل في سوء حفظه وجمعه بين جماعة في إسناد واحد بلفظ واحد، قال ابن حجر: لتغيره تركه البخاري، أما مسلم فاجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع منه قبل تغيره، وما سوى حديثه عن ثابت لا يبلغ إثنى عشر حديثا في الشواهد. وقال أبو الفضل ابن طاهر: إنه لما تكلم فيه بعض منتحلي المعرفة أن بعض الكذبة أدخل في حديثه ما ليس منه لم يخرج له البخاري معتمداً عليه، بل استشهد به في مواضع ليبين أنه ثقة، وأخرج أحاديث التي يرويها من حديث

<<  <  ج: ص:  >  >>