للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٢) حديث أبي أمامة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ به وهو يحرك شفتيه فقال: {ماذا تقول يا أبا أمامة؟ قال: أذكر ربي، قال: ألا أخبرك بأفضل، أو أكثر من ذكرك الليل مع النهار، والنهار مع الليل؟ أن تقول: سبحان الله عدد ما خلق، سبحان الله ملء ما خلق، سبحان الله عدد مافي الأرض والسماء، سبحان الله ملء ما في السماء والأرض، سبحان الله ملء ما خلق، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه، وسبحان الله ملء كل شيء، وتقول: الحمد لله مثل ذلك}.

رواه النسائي في (عمل اليوم والليلة/٢١٤، ٢١٥) واللفظ له.

ورواه أحمد في (المسند ٥/ ٢٤٩)

وابن حبان في (صحيحه ٣/ ١١١، ١١٢)

والحاكم في (المستدرك ١/ ٥١٣)

والطبراني في (الدعاء ٣/ ١٥٨٧، ١٥٨٨)

والبيهقي في (الدعوات الكبير ١/ ٩٨، ٩٩) مطولاً.

وابن حجر في (نتائج الأفكار ١/ ٨٣).

دراسة الإسناد:

الطريق الأول: رجال إسناده عند أبي داود:

(١) أحمد بن صالح: المصري، أبو جعفر بن الطبري. وثقه أحمد، والبخاري، وابن المديني، وأبو حاتم، والخليلي، والفسوي، والعجلي وزاد: صاحب سنة، وقال ابن نمير: إذا جاوزت الفرات فليس أحد مثله، وقال أبو نعيم: ما قدم علينا أحد أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى، وقال صالح جزرة: لم يكن بمصر أحد يحفظ الحديث غير أحمد بن صالح وكان يذاكر بحديث الزهري ويحفظه، وذكر أحمد أنه من أعرف الناس بحديث ابن شهاب، وذكر عنده فسر به ودعا له. وقال أبو داود: كان يقوّم كل لحن في الحديث، وقال الخطيب: كان أحد حفاظ الأثر، عالماً بعلل الحديث، بصيراً باختلافه، وكان النسائي سيء الرأي فيه، فقال: ليس بثقة ولا مأمون، وقال: تركه محمد بن يحيى، ورماه ابن معين بالكذب، وروى قول ابن معين: كذاب يتفلسف، وروى ابن عدي قول أبي داود: ليس هو كما يتوهم الناس يعني ليس بذاك في الجلالة. لكن الأئمة ردُّوا قول النسائي: قال البخاري: ثقة ما رأيت أحداً يتكلم فيه بحجة، ونقل الخليلي اتفاق الحفاظ على أن كلام النسائي فيه تحامل ولا يقدح في أحمد، وقد ذكر العقيلي سبب سوء رأي النسائي فيه: وخلاصته أن أحمد كان لا يحدث أحداً حتى يسأل عنه، فلما قدم النسائي مصر جاء إليه وقد صحب قوماً من أهل الحديث لا يرضاهم أحمد فأبى أن يحدثه، فجمع النسائي الأحاديث التي وهم فيها وشنّع عليه. وقد أجاب ابن عدي عن تلك الأحاديث.

أما ما نُقل من تكذيب ابن معين فقد ذكر ابن حبان أنه أراد أحمد بن صالح الأشمومي وكان مشهوراً بوضع الحديث، أما ابن الطبري فكان يقارب

ابن معين في الضبط والاتقان، وقد ارتضى ابن حجر ذلك، وقال: هو في غاية التحرير، وأيده بما نقله البخاري أن ابن معين وثق أحمد بن صالح بن الطبري. وقد دفع أبو زرعة الدمشقي ما قد يشكل أن النسائي كيف يصدر ذلك منه وهو إمام حجة في الجرح والتعديل؟ ، فذكر أن جوابه ما ذكره ابن الصلاح: أن عين السخط تبدي مساوئ لها في نظر الناظر مخارج صحيحة تعمي عنها بحجاب السخط لا أن ذلك يقع تعمداً لقدح يعلم بطلانه والله أعلم.

لكن أحمد بن صالح قد أخذ عليه: أنه كان صلفاً تياها لا يكاد يعرف أقدار من يختلف إليه. قال أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>