رجال إسناد الترمذي ثقات سوى جعفر وهو صدوق وتابعه وكيع عند ابن ماجه؛ ولذا قال الترمذي: حسن صحيح.
لكن اختلف في سماع عبد الله من عائشة رضي الله عنها:
قال الدارقطني في (سننه ٣/ ٢٣٣): لم يسمع منها شيئا، ووافقه على ذلك البيهقي في (الكبرى ٧/ ١١٨)، ابن حجر في أماليه على الأذكار كما في (الفتوحات الربانية ٤/ ٣٤٦).
وخالفهم ابن التركماني في (الجوهر النقي على البيهقي ٧/ ١١٨) واستدل بأن مولد ابن بريدة عام ١٥ هـ وقد سمع جماعة من الصحابة، وسماعه من عائشة ممكن وهذا كاف للحكم بالاتصال على مذهب الإمام مسلم، يضاف إلى ذلك أن صاحب الكمال صرح بسماعه منها. ونقل الزيلعي في (نصب الراية ٣/ ١٩٢) كلام ابن التركماني، ولم يتعقبه بشيء.
وهو قول قوي ويشهد له أن الذين عنوا ببيان إرسال الرواة لم يذكروا إرساله عن عائشة رضي الله عنها:
قال ابن أبي حاتم في (المراسيل /١١١) ابن بريدة عن عمر مرسل. وكذا العلائي في (جامع التحصيل/٢٠٧).
واكتفى أبو زرعة العراقي في (تحفة التحصيل/ ل ١٦٩ ب) بذكر قول الدارقطني: لم يسمع من عائشة رضي الله عنها.
ولم يصف المزي في (تهذيب الكمال ١٤/ ٣٢٩) روايته عن عائشة بالإرسال، ولم يذكر ذلك في (تحفة الأشراف ١١/ ٤٣٤).
ولم يذكره الترمذي في تعليقه على هذا الحديث.
ولما كان عبد الله غير موصوف بالتدليس مع ما تقدم فتحمل عنعنته على الاتصال والله أعلم.
وقد تابع عبد الله على روايته عن عائشة أخوه سليمان، ولم يتكلم أحد في سماعه منها (التهذيب ٤/ ١٧٤). وقد صحح الحاكم روايته في (المستدرك ١/ ٥٣٠) ووافقه الذهبي.
فالحديث صحيح إن شاء الله.
وقد صححه النووي في (الأذكار /٢٤٧).
واستدل به ابن كثير في (التفسير ٨/ ٤٧٢) على استحباب الإكثار من هذا الدعاء.
وصححه الألباني في (صحيح ت ٣/ ١٧٠)، وفي (صحيح جه ٢/ ٣٢٨)، وفي تعليقه على (المشكاة ١/ ٦٤٨).
والهلالي في (صحيح الأذكار ١/ ٤٩٧).
الفوائد:
(١) فيه مشروعية قيام ليلة القدر، والاشتغال فيها بأنواع الطاعات.
(٢) استحباب الإكثار من هذا الدعاء. (الفتح الرباني ١٠/ ٢٦٦، ٢٦٧).