للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلم السورة من القرآن، يقول: {إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولاأقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر ـ ثم تسميه ـ خيراً لي في عاجل أمري وآجله ـ قال أو في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: في عاجل أمري وآجله ـ فاصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به} أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بألفاظ متقاربة.

التخريج:

خ: كتاب التهجد: باب ماجاء في التطوع مثنى مثنى (٢/ ٧٠) (الفتح ٣/ ٤٨)

كتاب الدعوات: باب الدعاء عند الاستخارة (٨/ ١٠١) (الفتح ١١/ ١٨٣)

كتاب التوحيد: باب قوله تعالى: {قل هو القادر} (٩/ ١٤٤، ١٤٥) (الفتح ١٣/ ٣٧٥، ٣٧٦).

د: كتاب الصلاة: باب في الاستخارة (٢/ ٩١).

ت: أبواب الصلاة: باب ماجاء في صلاة الاستخارة (٢/ ٣٤٥ - ٣٤٦)، وقال: "حسن صحيح غريب

لا نعرفه إلا من حديث عبدالرحمن بن أبي الموالي وهو شيخ مدني ثقه روى عنه سفيان حديثاً، وقد روى عن عبدالرحمن غير واحد من الأئمة." وتعقبه العيني (العمدة ٧/ ٢٢٢). وذكر أن الإمام أحمد ضعف حديث عبد الرحمن في الاستخارة، وقال: منكر. وانظر (الكامل ٤/ ١٦١٦).

س: كتاب النكاح كيف الاستخارة (٦/ ٨٠، ٨١).

جه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ماجاء في صلاة الاستخارة (١/ ٤٤٠).

شرح غريبه:

الاستخارة: الخير ضد الشر، والاستخارة: طلب الخيرة في الشيء (النهاية/خير/٢/ ٩١) والخير كل معنى زاد نفعه على ضره (العمدة ٧/ ٢٢٣).

هم: قصد الإتيان بفعل أو ترك (العمدة ٢٣/ ١١).

إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك: الباء للتعليل أي لأنك أعلم، أو للاستعانه كقوله: {بسم الله مجريها ومرساها} [هود: ٤١]، أي أطلب خيرك مستعيناً بعلمك فإني لاأعلم فيم الخير، أو للاستعطاف كقوله: {قال رب بما أنعمت عليّ} [القصص: ١٧].

أستقدرك: أطلب منك أن تجعل لي على ذلك قدرة، أو أطلب منك أن تقدره لي أي تيسره (شرح الكرماني ٢٢/ ١٦٩)، (الفتح ١١/ ١٨٤، ١٨٦)، (العمدة ٢٥/ ٩٤)، (العون ٤/ ٣٩٧).

الفوائد:

(١) شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، وتعليمهم جميع ماينفعهم في دينهم ودنياهم، وأنه يجب على العبد رد الأمور كلها دقيقها وجليلها إلى الله، والتبري من الحول والقوة إليه، وأن يسأل ربه في أموره كلها (الفتح ١١/ ١٨٧) (العمدة ٢٣/ ١١)، وفي هذا نقل للمسلمين عما كانوا عليه في

<<  <  ج: ص:  >  >>