للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفوائد:

(١) استحباب الدعاء عند لقاء العدو والاستنصار (النووي ١٢/ ٤٧).

(٢) سؤال الله تعالى بصفاته الحسنى وبنعمه السالفة حيث سأله بأنه منزل الكتاب وفيه قوله تعالى:

{قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم} [التوبة: ١٤]، وبأنه سبحانه مجري السحاب حيث تتحرك الريح بمشيئته تعالى ويستمر السحاب في مكانه مع هبوب الريح، وهي تمطر تارة وأخرى لا تمطر، وبأنه سبحانه هازم الأحزاب ففيه توسل بالنعمة السابقة، وفيه تجريد التوكل، واعتقاد أن الله هو المتفرد سبحانه بالفعل.

(٣) في الحديث التنبيه على عظم هذه النعم الثلاث فإنه بإنزال الكتاب حصلت النعمة الأخروية وهي الإسلام، وبإجراء السحاب حصلت النعمة الدنيوية وهي الرزق، وبهزيمة الأحزاب حصل حفظ النعمتين وكأنه صلى الله عليه وسلم يقول كما أنعمت بعظم النعمتين الأخروية والدنيوية وحفظهما فأبقهما (الفتح ٦/ ١٥٧).

(٤) النهي عن تمني لقاء العدو؛ لما فيه من الإعجاب، والاتكال على النفس والوثوق بالقوة، ولأنه يتضمن قلة الاهتمام بالعدو، واحتقاره وهذا يخالف الاحتياط والحزم، وقد يكون النهي عن ذلك إذا شك في المصلحة فيه وحصول ضرر وإلا فالقتال كله فضيلة وطاعة، وصحح النووي الأول بدليل قوله

صلى الله عليه وسلم: {واسألوا الله العافيه} (شرح النووي ١٢/ ٤٥، ٤٦) (شرح الكرماني ١٣/ ٣٢).

وقد يشكل أنه إذا كان الجهاد طاعة فتمني الطاعات حسن فكيف ينهى عنه؟ قيل: قد يكون المراد بهذا أن التمني ربما أثار فتنة أو أدخل مضرة إذا تُسهل في ذلك واستخف به، ومن استخف بعدوه فقد أضاع الحزم فيكون المراد بهذا ألا تستهينوا بالعدو، فتتركوا الحذر والتحفظ على أنفسكم وعلى المسلمين، أو لا تتمنوا لقاءه على حالة يشك في غلبته لكم، أو يخاف منه أن يستبيح الحريم، أو ... يُذهب الأنفس والأموال، أو يدرك منه ضرر (المعلم ٣/ ١١). وقيل لما كان لقاء الموت من أشق الأشياء على النفس وكانت العافية ليست كالمحققة لم يؤمن أن يكون عند الوقوع كما ينبغي؛ فيكره التمني لذلك ولما فيه لو وقع من احتمال أن يخالف الإنسان ما وعد من نفسه، ثم أمر بالصبر عند وقوع الحقيقة (الفتح ٦/ ١٥٧).

(٥) أن هذا السجع اتفق اتفاقاً وليس من السجع المنهي عنه (شرح الكرماني ١٢/ ١٨٢) وسجعه

صلى الله عليه وسلم في الدعاء في غاية الانسجام المشعر بأنه وقع من غير قصد (الفتح ٧/ ٤٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>