للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والله سبحانه هوالسميع الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات، فكل ما في العالم العلوي والسفلي من الأصوات يسمعها سرها وعلنها، وكأنها لديه صوت واحد لاتختلط عليه الأصوات، ولاتخفى عليه جميع اللغات، والقريب منها والبعيد والسر والعلانية عنده سواء. (١)

وسمعه سبحانه نوعان: أحدهما: سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة الخفية والجلية، وإحاطتة التامة بها. والثاني: سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم (٢).

وقد يأتي السمع في القرآن مراداً به النصر والتأييد كما في قوله تعالى لموسى وهارون:

{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (٤٦)} [طه: ٤٦]،

أو مراداً به الوعيد والتهديد كما في قوله تعالى:

{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (٨٠)} [الزخرف: ٨٠]

قال ابن القيم (٣):

وهو السميع يرى ويسمع كل ما ... في الكون من سر ومن إعلان

ولكل صوت منه سمع حاضر ... فالسر والإعلان مستويان

والسمع منه واسع الأصوات لا ... يخفى عليه بعيدها والداني

وروده في القرآن:

جاء بلفظ: السميع بال وبدونها في تسعة وثلاثين موضعاً قرن في ثلاثين منها بالعليم، وفي ثمانية بالبصير، وفي موضع بقريب ومن ذلك قوله تعالى:

{وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٥)} [يونس: ٦٥].

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} [الشورى: ١١].


(١) انظر: المحاضرات السنية في شرح الواسطية (١/ ١٦١، ١٦٢).
(٢) انظر: الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة (٣/ ٢٢٩).
(٣) النونية (٢/ ٢١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>