قوله صلى الله عليه وسلم:{يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصيني، فيقول إبراهيم: يارب إنك وعدتني أن لاتخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد، فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار} رواه البخاري وفي لفظ: {يلقى إبراهيم أباه، فيقول: يارب إنك وعدتني أن لاتخزني ـ أو لا تخزيني ـ يوم يبعثون، فيقول الله: إني حرمت الجنة على الكافرين}.
التخريج:
خ: كتاب بدء الخلق: باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً}(٤/ ١٦٩)(الفتح ٦/ ٣٨٧)
كتاب التفسير سورة الشعراء: باب {ولاتخزني يوم يبعثون}(٦/ ١٣٩، ١٤٠)(الفتح ٨/ ٤٩٩).
شرح غريبه:
ذيخ: هو ذكر الضباع، والأنثى ذِيخة، وأراد بالتلطخ التلطخ برجيعه أو بالطين، كما قال في الحديث الآخر: بذيخ أمدر: أي متلطخ بالمدر (النهاية/ذِيخ/٢/ ١٧٤).
وذكر ابن حجر: أن الحكمة في مسخه ضبعاً؛ لتنفر نفس إبراهيم عليه السلام منه، ولئلا يبقى في النار على صورته فيكون فيه غضاضة على إبراهيم عليه السلام، وقيل: الحكمة في مسخه ضبعاً أن الضبع من أحمق الحيوان، وآزر كان من أحمق البشر؛ لأنه بعد أن ظهر له من ولده من الآيات البينات أصر على الكفر حتى مات، واقتصر في مسخه على هذا الحيوان لأنه وسط في التشويه بالنسبة إلى ما دونه كالكلب والخنزير، وإلى ما فوقه كا لأسد مثلا، ولأن للضبع عوجاً فأشير إلى أن آزر لم يستقم فيؤمن بل استمر على عوجه في الدين (الفتح ٨/ ٥٠٠).