للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن أبي حبيب، عن عمارة بن غزِية، عن ابن شهاب، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه،- وكان أحد [(١): النفر] الثلاثة الذين تاب الله عليهم، قال:

كان معاذ بن جبل أدان بدين على عهد رسول الله حتى أحاط ذلك بماله، وكان معاذ من صلحاء أصحاب النبي ، فقال معاذ: يا رسول الله ما جعلت في نفسي حين أسلمت أن أبخل [(١) على الإِسلام] بمال ملكته، وإني أنفقت مالي في أمر الإِسلام.، فأبقى ذلك عليّ دينًا عظيمًا (٢) فأدعو (٣) غرمائي فاسترفقهم، فإن أرفقوني، فسبيل ذلك، فإن أبوا، فاخلعني لهم من مالي، قال: فدعا رسول الله [(٤) غرماءه] فعرض عليهم أن يرفقوا به، فقالوا: نحن نحب أموالنا، فدفع إليهم رسول الله مال معاذ كله، ثم أن رسول الله بعث معاذًا على بعض اليمن، ليجبره، فأصاب معاذ من اليمن من مرافق الإمارة مالًا، فتوفي رسول الله ومعاذ باليمن، فارتد بعض أهل اليمن، فقاتلهم معاذ وأمراء كان رسول الله أمرهم على اليمن، حتى دخلوا في الإِسلام، ثم قدم في خلافة أبي بكر الصديق بمال عظيم، فأتاه عمر بن الخطاب، فقال: أنك قدمت بمال عظيم، وإنى أرى أن تأتي أبا بكر، فتستحل منه، فإن أحله لك، طاب لك، وإلا دفعته إليه، فقال معاذ: لقد علمت يا عمر! ما بعثني رسول الله إلا ليجبرني حين دفع مالي إلى غرمائي، وما كنت لأدفع إلى أبي بكر شيئًا مما جئت به، إلا أن يسألنيه، فإن سألنيه، دفعته إليه، وإن لم يأخذ، أمسكته، فقال له عمر: إني لم آلك (٥) ونفسي [(٦) إلا] خيرًا، ثم قام عمر، فانصرف، فلما ولى عمر، دعاه، فعاد، فقال: إني مطيعك، ولولا رؤيا رأيتها لم أطعك، إني أراني في نومي غرقت في حومة ماء، فأراك أخذت بيدي، فأنجيتني منها، فانطلق بنا إلى أبي بكر، فانطلقا حتى دخلا عليه، فذكر له معاذ كنحو مما كلم به عمر في ما كان من غرمائه، وما أراد رسول الله من جبره، ثم أعلمه بما جاء به من المال حتى قال: وسوطي هذا مما جئت به، فما رأيت فخذ، وما رأيت فأطبه، فقال له أبو بكر: هو لك [(٧) كله] يا معاذ! فالتفت عمر إلى معاذ، فقال: يا معاذ! هذا حين طاب، فكان معاذ =


(١) من طس.
(٢) في ت كثيرًا.
(٣) في طس: فادع.
(٤) ساقط من طس.
(٥) في المجمع: لم أرَ لك ولنفسي.
(٦) ساقط من طس.
(٧) ساقط من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>