أكثر المحدثين في الأعصار الماضية من سنة مئتين، وهلم جرا، إذا ساقوا الحديث بإسناده، اعتقدوا أنهم برأوا من عهدته. والله أعلم (١).
[آثاره العلمية]
لقد عاش الإِمام الطبراني قرنًا كاملًا، وصرف عمره في خدمة السنة المطهرة، فجمع وألف، وترك عدة مؤلفات قيمة مفيدة، منها.
١ - المعجم الكبير- وهو معجم أسماء الصحابة وتراجمهم على غرار مسند الإمام أحمد/ المعروف، فبدأ بمسانيد العشرة المبشرة بالجنة، ولم يسق فيه من مسند المكثرين إلا ابن عباس، وابن عمر، وذكر شيئًا قليلًا من مسانيد أنس، وجابر، وأبي سعيد، وعائشة، وغيرهم من المكثرين.
فأما أبو هريرة فلم يسق له مسندًا، ولا حديث جماعة من المتوسطين لأنه أفرد لكل مسندًا، فاستغنى عن إعادته.
وقد طبع هذا الكتاب العظيم في العراق بتحقيق فضيلة الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي في ٢٥ جزءًا، ما عدا الجزء ١٣ - ١٦، والجزء ٢١. فلم يعثر المحقق الفاضل على مخطوطة تلك الأجزاء.
٢ - المعجم الأوسط -وهو على معجم شيوخه، يأتي فيه عن كل شيخ بما له من الغرائب والعجائب، فهو نظير كتاب "الأفراد" للدارقطني، بيَّن فيه فضيلته وسعة روايته، وكان يقول:"هذا الكتاب روحي" فإنه تعب عليه.
وفيه كل نفيس وعزيز، ومنكر،
وتوجد له نسخة مخطوطة كاملة في جزءين، الجزء الأول يشتمل على ثلاث مئة ورقة وتسع ورق خلا ورقة ٦٢، و ٣٠٤، فإنهما مفقودتان والجزء الثاني -أيضًا- يشتمل على ثلاث مئة وتسع ورق، وكل ورقة على صفحتين، وكل صفحة فيها ٣٣ سطرًا، وخطها جيد كتبت قبل عام ٩٢٢ هـ. وهي موجودة في تركيا. وعندي نسخة مصورة منها.