للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحافظ ابن حجر: وقد عاشرتهما مدة، فلم أرهما يتركان قيام الليل، ورأيت من خدمته لشيخنا (العراقي) وتأدبه معه من غير تكلف لذلك ما لم أره لغيره، ولا أظن أحدًا يقوى عليه (١).

وقال -أيضًا- كان لا يسأم ولا يضجر من خدمة الشيخ (٢).

وقال البرهان الحلبي: غالب نهاره في اشتغال وكتابة مع ملازمة خدمة الشيخ في أمر وضوئه، وثيابه، ولا يخاطبه إلا بسيدي حتى كان في أمر خدمته كالعبد (٣).

ولم يزل على تقدير شيخه، وتوقيره حتى بعد وفاته.

قال العلامة السخاوي: "بعد وفاة الشيخ أكثروا عنه، ومع ذلك فلم يغير حاله، ولاتصدر، ولا تمشيخ، وكان مع كونه شريكًا للشيخ يكتب عنه الأمالي"، بحيث كتب عنه جميعها، وربما استملى عليه، ويحدث بذلك عن الشيخ، ولا عن نفسه إلا لمن يضايقه (٤).

[أخلاقه وصفاته]

كان نموذج سلفنا الصالح في الزهد، والتقوى، والتواضع، ومحبة الخير للناس، وغير ذلك من الصفات الحميدة.

قال ابن حجر : كان هينًا لينًا خيرًا دينًا محبًا في أهل الخير، لا يسأم ولا يضجر من خدمة الشيخ، وكتابة الحديث، كان سليم الفطرة، كثير الخير، كثير الاحتمال للأذى- خصوصًا من جماعة الشيخ (٥).

وقال ابن فهد: وكان -رحمة الله تعالى عليه- إمامًا عالمًا حافظًا ورعًا زاهدًا متقشفًا متواضعًا خيرًا هينًا لينًا ساكنًا، سليم الفطرة، شديد الإنكار للمنكر، كثير الاحتمال محبًا للغرباء، وأهلُ الدين والعلم والحديث، كثير التودد إلى الناس مع العبادة والاقتصاد، والتعفف، وكان من محاسن القاهرة، ومن أهل الخير، غالب أوقاته في اشتغال وكتابة، كثير التلاوة بالليل والتهجد.


(١) المعجم المفهرس (. . .)، والضوء اللامع (٥/ ٢٠٢)
(٢) إنباء الغمر (٥/ ٢٥٧).
(٣) الضوء اللامع (٥/ ٢٠٢).
(٤) الضوء اللامع (٥/ ٢٠١).
(٥) إنباء الغمر (٥/ ٢٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>