إنه كان فيمن كان قبلكم من الأمم رجل متعبد صاحب صومعة، يقال له جريج، فكانت له امرأة، أو أم، فكانت تأتيه، فتناديه فيشرف عليها، فيكلمها، فأتته يوماً، وهو في صلاته مقبل عليها، فنادته فحكاها رسول الله ﷺ، ووضع يده على جبهته، فجعلت تناديه رافعة رأسها إليه، واضعة يدها على جبهتها (١) أي جريج! أي جريج! ثلاث مرات [كل مرة ثلاث مرار](٢) كل ذلك يقول جريج: أي رب أمي، أم (٣) صلاتي، فغضبت، فقالت: اللهم! لا يموتن جريج حتى ينظر [في](٢) وجوه المومسات، قال (٤). وبلغت بنت ملك القرية، فحملت، فولدت غلاماً، فقالوا لها: من فعل هذا بك؟ من صاحبك؟ قالت (٥) هو صاحب (٦) الصومعة جريج، فما شعر جريج حتى سمع بالفؤوس في أصل صومعته، فجعل يسألهم، ويلكم ما لكم؟ فلم يجيبوه، فلما رأى ذلك، أخذ الحبل، فتدلى، فجعلوا يجرون أنفه، ويضربونه، ويقولون: مرائي مخادع الناس بعملك (٧) قال: ويلكم ما لكم؟ قالوا: بنت صاحب القرية بنت الملك التي (٨) أحبلتها، قال: ما فعلت؟ قالوا: ولدت غلاماً، قال: الغلام حي هو؟ قالوا: نعم، قال: فولوا (٩) عني، فتولى، فصلى ركعتين! ثم مشى إلى شجرة، فأخذ منها غصناً، ثم أتى الغلام، وهو في مهده، ثم ضربه (١٠) بذلك الغصن، وقال: يا طاغية من أبوك؟ قال: أبي فلان الراعي، قالوا: إن شئت بنينا لك صومعتك بذهب، وإن شئت بفضة، قال: أعيدوها كما كانت.
= قلت: قصة، جريج هذا في صحيح البخاري الأنبياء باب ٤٨، وصحيع مسلم ح ٢٥٥٠ عن أبي هريرة.