للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو يطلب إليك ثوباً من ثيابك، نكفنه فيه، وتصلي عليه، فأعطاه ثوباً من ثيابه، وأراد أن يصلي عليه، فقال له عمر بن الخطاب: أما تعرف عبد الله ونفاقه، تصلي عليه، وقد نهاك الله أن تصلي عليه فقال أين؟ فقال: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ (١)، قال: فإني سأزيد على سبعين، فأنزل الله ﷿: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾ (٢) قال: وأنزل الله: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ الآية (٣). قال ودخل رجل على (٤) النبي ، فأطال الجلوس، فخرج النبي ثلاثاً، كي يقوم فيتبعه، فلم يفعل، فدخل عمر، فرأى الرجل، وعرف في وجه النبي الكراهية، لمقعده، فقال: لعلك آذيت النبي ففطن الرجل، فقام، فقال النبي ، قمت ثلاث مرات (٥) كي يتبعني، فلم يفعل، فقال عمر: يا رسول الله! لو اتخذت حجاباً، فإن نساءك لسن كسائر النساء، وذلك أطهر لقلوبهن، فأنزل الله ﷿ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ﴾ (٦) - الآية فأرسل إلى عمر فأخبره بذلك، قال: واستشار النبي أبا بكر وعمر في أسارى بدر، فقال أبو بكر: يا رسول الله استحي قومك، وخذ الفِداء، فاستعن به، وقال عمر: يا رسول الله اقتلهم، فقال رسول الله : لو اجتمعتما ما عصيتكما (٧) ثم أخذ بقول أبي بكر، فأنزل الله ﷿: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ﴾ (٨) قال ولما نزلت ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ﴾ الآية (٩). قال عمر: تبارك الله أحسن الخالقين، فنزلت: فتبارك الله أحسن الخالقين.


(١) سورة التوبة آية ٨٠.
(٢) سورة التوبة آية ٨٤.
(٣) سورة المنافقون آية ٦.
(٤) كلمة على ليست في طس.
(٥) في طس مرار.
(٦) سورة الأحزاب آية ٥٣
(٧) في طس: عصيتما.
(٨) سورة الأنفال آية ٦٧.
(٩) سورة المؤمنون آية ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>