للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قدم رسول الله المدينة، وأنا يومئذ ابن ثمان سنين، فذهبت بي أمي إليه، فقالت: يا رسول الله! إن رجال الأنصار ونساءهم، قد أتحفوك غيري، ولم أجد ما أتحفك به إلا ابني هذا فاقبله مني يخدمك ما بدا لك، قال: فخدمت رسول الله عشر سنين فلم يضربني ضربة قط، ولم يسبني، ولم يعبس في وجهي، وكان أول ما أوصاني به أن قال: يا بني أكتم سري، تكن مؤمنًا، فما أخبرت بسره أحدًا، وإن كانت أمي وأزواج النبي (١) يسألني أن أخبرهن بسره، فلا أخبرهن ولا أخبر بسره أحدًا أبدًا، ثم قال: يا بني أسبغ الوضوء يزد في عمرك ويحبك حافظاك، ثم قال: يا بني! إن استطعت أن لا تبيت إلا على وضوء، فافعل، فإنه من أتاه الموت -وهو على وضوء أعطي الشهادة ثم قال: يا بني! إن استطعت أن لا تزال تصلي فافعل فإن الملائكة لا تزال تصلي عليك، ما دمت تصلي وقال لي: يا بني [(٢) إياك والالتفات في الصلاة، فإن الالتفاف في الصلاة هلكة، فإن كان لا بد ففي التطوع لا في الفريضة، ثم قال لي: يا بني (٢)] إذا ركعت، فضع كفيك على ركبتيك وافرج بين أصابعك، وارفع يديك عن جنبيك، فإذا رفعت رأسك من الركوع، فمكن كل عضو موضعه، فإن الله تعالى لا ينظر يوم القيامة إلى من يقيم صلبه في ركوعه وسجوده، ثم قال: يا بني إذا سجدت فلا تنقر، كما ينقر الديك، ولا تقع كما يقعي الكلب، ولا تفرش ذراعيك افتراش السبع، وافرش ظهر قدميك الأرض، وضع إليتيك على عقبيك، فإن ذلك أيسر عليك يوم القيامة في حسابك، ثم قال: يا بني بالغ في الغسل من الجنابة تخرج من مغتسلك ليس عليك ذنب، ولا خطيئة، قلت بأبي أنت وأمي! ما المبالغة؟ قال: تبل أصول الشعر [[وتنقي البشرة] ثم قال لي: يا بني! إذا قدرت أن تجعل من صلاتك في بيتك [شيئًا]] (٣) فافعل، فإنه يكثر خير بيتك، ثم قال: يا بني! إذا دخلت على أهلك، فسلم تكون بركة عليك وعلى أهل بيتك [(٤) ثم قال: يا بني إذا خرجت من بيتك، فلا يقعن بصرك على أحد من أهل القبلة، إلا سلمت عليه ترجع وقد زيد في حسناتك، ثم قال: يا بني! إن قدرت أن تمسي، وتصبح، وليس في قلبك غش لأحد فافعل (٤)] ثم قال لي: يا بني! إذا خرجت من بيتك، فلا يقعن بصرك على


(١) في (ت): رسول الله.
(٢) ما بين الرقمين ساقط من (ح).
(٣) ساقط من (ت)، و (ح).
(٤) ما بين الرقمين ساقط من (ت)، (ح) أثبته من (طص).

<<  <  ج: ص:  >  >>