للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فجعل الماء" جعل هذه من أفعال المقاربة؛ لأنه بمعني شرع، ولا يكون خبره إلَّا مضارعا مجردا من "أن".

قوله: "فإذا" للمفاجأة.

قوله: "حسبكم" أي يكفيكم نزح الماء الذي فيه، ويجوز أن يكون مبتدأ محذوف الخبر، وبالعكس.

واستدل به أصحابنا أن البئر إذا مات فيها آدمي وما يقاربه في الجثة لا يطهر إلَّا بنزح جميع مائها، ودل هذا أيضًا أن القلتين يتنجس وإنْ لم يتغير؛ لأن ماء زمزم كان أكثر من قلتين بلا خلاف.

ص: وما قد حدثنا حسين بن نصر، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، أخبرني جابر، عن أبي الطفيل قال: "وقع غلام في زمزم فنزفت".

ش: الفريابي هو محمَّد بن يوسف، روى له الجماعة.

وسفيان هو الثوري.

وجابر هو ابن يزيد بن الحارث الجُعفي، فيه مقال.

وأبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي الصحابي - رضي الله عنه -.

ورواه الدارقطني (١) أيضًا وفي روايته: "فنزحت" موضع: "فنزفت".

ورواه البيهقي أيضًا في "سننه" (٢) و"المعرفة" (٣): ثم تكلم في جابر الجعفي.

قلت: قال ابن عدي: للجعفي حديث صالح، وقد روي الثوري عنه وقد احتمله الناس ورووا عنه. وعن شعبة: هو صدوق في الحديث.

ولئن سلمنا ما قاله البيهقي فإن نزح زمزم قد روي من طريق آخر صحيح وهو الرواية السابقة التي أخرجها الطحاوي وابن أبي شيبة.


(١) "سنن الدارقطني" (١/ ٣٣ رقم ٢).
(٢) "سنن البيهقي الكبرى" (١/ ٢٦٦ رقم ١١٨٣).
(٣) "معرفة السنن والآثار" (١/ ٣٣٢ رقم ٤٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>