ش: أي هذا باب في بيان حكم أكل الثوم والبصل والكراث.
ص: حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني طلحة بن عمر، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أكل من خضراواتكم هذه ذوات الريح فلا يقربنَّا في مساجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم".
ش: إسناده معلول بطلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي، فإن أحمد قال فيه: لا شيء متروك الحديث. وعن يحيى بن معين: لا شيء ضعيف، وقال البخاري: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة. روى له ابن ماجه.
وعطاء هو ابن أبي رباح المكي.
قوله:"من خضراواتكم" جمع خضراء، والمراد منها نحو الثوم والبصل والكراث، وقيل بين ذلك بقوله:"ذوات الريح".
فإن قيل: الخضراء صفة لا اسم، فيكف جمع هذا الجمع، وقياس ما كان على هذا الوزن أن لا يجمع هذا الجمع، وإنما يجمع به ما كان اسمًا لا صفة نحوه صحراء وخنفساء؟
قلت: إنما جمع هذا الجمع باعتبار أنه صار اسمًا لهذه البقول لا صفة، تقول العرب لهذه البقول: الخضراء، لا يريدون لونها، ومن هذا القبيل ما جاء في حديث آخر (١): "أتي بقدر فيه خَضِرات" بكسر الضاد، أي يقول، واحدها خضرة.
ويستفاد منه أحكام:
الأول: أن جمهور العلماء على أن هذا النهي عام في كل مسجد، وذهب بعضهم أن هذا خاص في مسجد المدينة لأجل ملائكة الوحي وتأذيهم بذلك، ويحتج بظاهر
(١) متفق عليه من حديث جابر - رضي الله عنه -، البخاري (١/ ٢٩٢ رقم ٨١٧)، ومسلم (١/ ٣٩٤ رقم ٥٦٤).