روى جماعة أن الكسوف يكون في الشمس والقمر، وروى جماعة فيهما بالخاء، وروى جماعة في الشمس بالكاف وفي القمر بالخاء، والكثير في اللغة -وهو اختيار الفراء-: أن يكون الكسوف للشمس والخسوف للقمر، فيقال: كسفت الشمس وكسفها الله وانكسفت وخسف القمر وخسفه الله، وانخسف وذكر ثعلب في "الفصيح" انكسفت الشمس وخسف القمر أجود الكلام. وفي "التهذيب" لأبي منصور: خسف القمر وخسفت الشمس إذا ذهب ضوؤها. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: خسف القمر وكسف واحد: ذهب ضوؤه. وقيل: الكسوف أن يكسف ببعضها، والخسوف أن يخسف بكلها، قال الله تعالى:{فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ}(١).
وقال شِمْرٌ: الكسوف في الوجه الصفرة والتغير.
وقال ابن حبيب في "شرح الموطأ": الكسوف تغيّر اللون، والخسوف انخسافهما، وكذلك تقول في عين الأعور إذا انخسفت وغارت في جفن العين وذهب نورها وضياؤها.
وفي "نوادر اليزيدي" و"الغريبين": انسكفت الشمس، وأنكر ذلك القزاز والجوهري، قال القزاز: كسفت الشمس والقمر تكسف كسوفًا فهي كاسفة وكُسِفت فهي مكسوفة وقوم يقولون: انكسفت، وهو غلط.
وقال الجوهري: العامة تقول: انكسفت، وفي "المحكم": كسفها الله وأكسفها، والأولى أعلى، والقمر كالشمس.