للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال اليزيدي: خسف القمر وهو يخسف خسوفًا فهو خسِفٌ وخَسِيف وخَاسِف وانخسف انخسافًا قال: وانخسف أكثر في ألسنة الناس.

وفي "شرح الفصيح" لأبي العباس أحمد بن عبد الجليل: كسفت الشمس أي اسودت في رأي العين من ستر القمر إياها عن الأبصار، وبعضهم يقول: كُسفت على ما لم يُسم فاعله، وانكسفت.

وعن أبي حاتم: إذا ذهب ضوء بعض الشمس لخفاء بعض جرْمها فذلك الكسوف.

وزعم ابن التين وغيرُه أن بعض اللغويين قال: لا يقال في الشمس إلا: كسفت، وفي القمر إلا خسف، وذكر هذا عن عروة بن الزبير أيضًا.

وحكى عياض عن بعض أهل اللغة عكسه وكأنه غير جيّد؛ لقوله تعالى: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ} (١).

وعند ابن طريف: كسفت الشمس والقمر والنجوم والوجوه كسوفًا، وفي "المغيث" لأبي موسى: روى حديث الكسوف عليٌّ وابن مسعود وأبي بن كعب وسَمُرة وعبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو والمغيرة وأبو هريرة وأبو بكرة وأبو شريح الكعبي والنعمان بن بشير وقبيصة الهلالي - رضي الله عنهم - جميعًا: بالكاف، ورواه أبو موسى وأسماء وعبيد الله بن عدي بن الخيار: بالخاء. وروي عن جابر وابن عباس وعائشة - رضي الله عنهم - باللفظين جميعًا، كلهم حكوا عن النبي - عليه السلام - عليه السلام - "ينكسفان" بالكاف، فسمي كسوف الشمس والقمر كسوفًا.

قلت: أغفل حديث أبي مسعود من عند البخاري (٢) "لا ينكسفان". والله أعلم.

ص: حدثنا يونس، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "انكسفت الشمس على عهد النبي


(١) سورة القيامة، آية: [٨].
(٢) "صحيح البخاري" (١/ ٣٥٣ رقم ٩٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>