للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أخرجه البيهقي في "سننه" (١). وبهذا ظهر أن الوهم ليس من أبي خالد كما زعم أبو داود، وقد ذكر المنذري في "مختصره" كلام أبي داود ورد عليه بنحو ما قلنا، وابن خزيمة صحح حديث ابن عجلان.

ويؤكد هذا ما يوجد في بعض نسخ مسلم (٢) هذه الزيادة عقيب هذا الحديث، وقال أبو إسحاق صاحب مسلم: قال أبو بكر ابن أخت أبي النضر في حديث جرير، عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن أبي غلاب، عن حطان، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قرأ الإِمام فأنصتوا ... " الحديث.

أخرجه ابن ماجه (٣) والبيهقي (٤) وغيرهما (٥)، قال مسلم: تريد أحفظ من سليمان؟! وقال له أبو بكر: فحديث أبي هريرة تقول هذا صحيح يعني "وإذا قرأ فأنصتوا"؟ فقال: هو عندي صحيح، فقال: لم لا تضعه ها هنا؟ قال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ها هنا إنما وضعت ها هنا ما أجمعوا عليه.

فقد صحح مسلم هذه الزيادة من حديث أبي موسى الأشعري ومن حديث أبي هريرة، وذكر أبو عمر في "التمهيد" بسنده عن ابن حنبل أنه صحح الحديثين يعني حديث أبي موسى وحديث أبي هريرة هذا، وأيضًا هذه الزيادة من ثقة، وزيادة الثقة مقبولة، والعجب من أبي داود أنه نسب الوهم إلى أبي خالد وهو ثقة بلا شك، ولم ينسبه إلى ابن عجلان وفيه كلام؛ فافهم.


(١) "سنن البيهقي الكبرى" (٢/ ١٥٦ رقم ٢٧١٣).
(٢) "صحيح مسلم" (١/ ٣٠٣ رقم ٤٠٤).
(٣) "سنن ابن ماجه" (١/ ٢٧٦ رقم ٨٤٧).
(٤) "سنن البيهقي الكبرى" (٢/ ١٥٥ رقم ٢٧٠٩).
(٥) أخرجه أحمد في "المسند" (٤/ ٤١٥ رقم ١٩٧٣٨)، والدارقطني في "السنن" (١/ ٣٣٠ رقم ١٧)، وأبو يعلى في "المسند" (١٣/ ٢٥٥ رقم ٧٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>