للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن قضية التراب والحجر قد رويت عن أربعة من عظماء الصحابة وأكابرهم وهم: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهم - وقد ذكرنا ذلك كله.

قوله: "ليت الذي" أي: ليت الرجل الذي، أو: ليت المصلي الذي، أو ليت المقتدي الذي يقرأ القرآن خلف الإِمام، و"ليت" كلمة تمني، والتمني: ما لا مطمع في وقوعه، كقولك: ليت الشباب يعود.

قوله: "مُلئ" على صيغة المجهول، و"فوه" مرفوع بإسناده إليه، و"ترابًا" نصب على المفعولية.

وأخرج الطحاوي هذا أيضًا مقتصرًا على علقمة بن قيس: عن الحسن بن نصر ابن المعارك، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، عن الزبير بن عدي الهمداني الكوفي قاضي الري، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس.

وأخرجه عبد الرزاق (١): عن معمر، عن أبي إسحاق، عن علقمة بن قيس قال: "وددت أن الذي يقرأ خلف الإِمام ملئ فوه- قال: أحسبه قال: ترابًا أو رضفًا".

وكذا روي عن الأسود أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٢): ثنا ابن علية، عن أيوب وابن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم قال: قال الأسود: "لأن أعض على جمرة أحب إليَّ من أن أقرأ خلف الإِمام أعلم أنه يقرأ".

ثنا (٣) هشيم، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن وبرة، عن الأسود بن يزيد أنه قال: "وددت أن الذي يقرأ خلف الإِمام ملئ فوه ترابًا".

وأخرج عبد الرزاق (٤): عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود


(١) "مصنف عبد الرزاق" (٢/ ١٣٩ رقم ٢٨٠٨).
(٢) "مصنف ابن أبي شيبة" (١/ ٣٣٠ رقم ٣٧٨٥).
(٣) "مصنف ابن أبي شيبة" (١/ ٣٣١ رقم ٣٧٨٩).
(٤) "مصنف عبد الرزاق" (٢/ ١٣٩ رقم ٢٨٠٩) ولكن من طريق معمر، قال: وأخبرني رجل عن الأسود به، وأما بالإسناد المذكور فرواه (٢/ ١٣٨ رقم ٢٨٠٧) بلفظ: "ملئ فاه ترابًا"، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>