يعلمهم التشهد كما يعلم الصبيان في الكتاب: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي - عليه السلام - ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله".
قوله: "في الكُتَّاب" بضم الكاف وتشديد التاء، قال الجوهري: الكُتَّاب والمكتب واحد، والجمع الكتاتيب، والمكاتب.
ص: فهذا الذي روينا عن ابن عمر - رضي الله عنهما - يخالف ما رواه سالم ونافع عنه، وهذا أولى؛ لأنه حكاه عن النبي - عليه السلام - وعن أبي بكر - رضي الله عنه -، وعلمه مجاهدًا فمحال أن يكون ابن عمر يدع ما أخذه عن النبي - عليه السلام - إلى ما أخذه عن غيره.
ش: أشار بقوله: فهذا الذي روينا عن ابن عمر إلى ما رواه عنه عبد الله بن بَابَى ومجاهد، وأنه مخالف لما رواه سالم ابنه عنه، ونافع مولاه، وهو الذي ذكره في جملة ما احتج به أهل المقالة الأولى، ثم أشار بأن ما رواه عنه مجاهد أولى بالعمل من وجوه:
الأول: أنه رواه عن النبي - عليه السلام -.
الثاني: أنه رواه عن أبي بكر - رضي الله عنه -.
والثالث: أنه علمه مجاهدًا؛ فإن في تعليمه إياه دلالة على أنه هو المعول عليه عنده، فإذا كان كذلك فمن المحال أن يكون عنده من النبي - عليه السلام - شيء قد أخذه منه، ثم يتركه ويأخذ ما كان عن غيره، وهذا ظاهر.
ص: وخالفه في ذلك أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -، فروي عنه في ذلك ما حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا موسى بن هارون البُرْدي، قال: أنا سهل بن يوسف الأنماطي -بصري ثقة- قال: ثنا حميد، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري قال: "كنا نتعلم التشهد كما نتعلم السورة من القرآن ... " ثم ذكر مثل تشهد ابن مسعود سواء.
ش: أي وخالف عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - في تشهده المذكور- أبو سعيد الخدري سعد بن مالك - رضي الله عنه -.