حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي الحارث الغفاري، عن أبي هريرة:"أن رجلًا استفتاه عن رجل أوتر أول الليل ثم نام، ثم قام، كيف يصنع؟ قال: يُتمَّها عشرًا".
وقد روي عن أبي هريرة خلاف هذا القول وسنذكره بعد هذا إن شاء الله تعالى.
ش: أي احتج هؤلاء القوم فيما ذهبوا إليه بتأخير النبي - عليه السلام - وتره إلى آخر الليل، واحتجوا أيضًا بما روي عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - أنهم كانوا يرون أن كل من صلى تطوعًا بعد أن صلى وتره فقد نقض وتره، وممن روي ذلك عنهم: عثمان بن عفان وأبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، وعبد الله بن عمر، وأبو هريرة - رضي الله عنهم -.
أما أثر عثمان فأخرجه من طريقين صحيحين:
أحدهما: عن أبي بكرة بكار، عن مؤمل بن إسماعيل القرشي، عن حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير بن سُوَيْد الكوفي المعروف بالقبطي روى له الجماعة، عن موسى بن طلحة بن عبيد الله التَيمي المدني نزيل كوفة روى له الجماعة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(١): ثنا وكيع، قال: ثنا سفيان وشعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن عثمان - رضي الله عنه -: "أنه كان يشفع بركعة ويقول: ما أشبهها إلا بالغربية من الإبل".
قوله:"إلا بقَلُوص" بفتح القاف وهي الناقة الشابة.
والآخر: عن إبراهيم بن مرزوق، عن وهب بن جرير، عن شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة ... إلى آخره.
وأما أثر أبي بكر - رضي الله عنه - فأخرجه بإسناد حسن جيد، عن أبي بكرة بكار، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن