ص: حدثنا حسين بن نصر، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان، عن حمادٍ، عن سعيد بن جبير "أنه قرأ القرآن في ركعة، في البيت- يعني الكعبة".
ش: إسناده صحيح، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وحماد هو ابن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(١): عن الثوري وأبي حنيفة، عن حماد، عن سعيد بن جبير قال:"سمعته يقرأ القرآن في جوف الكعبة في ركعة، وقرأ في الركعة الأخرى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ".
ص: حدثنا روح بن الفرج، قال: ثنا يوسف، قال: ثنا أبو الأحوص، عن المغيرة، عن إبراهيم قال:"أمّنا في صلاة المغرب، فوصل سورة الفيل ولإيلاف قريش في ركعة".
ش: إسناده صحيح أيضًا، ويوسف هو ابن عدي بن زريق شيخ البخاري، وأبو الأحوص اسمه سلام بن سليم الكوفي، والمغيرة بن مقسم الضبّى الكوفي الفقيه الأعمى روى له الجماعة، وإبراهيم هو النخعي.
ص: وهذا الذي ذكرنا مع تواتر الرواية فيه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكثرة من ذهب إليه من بعده من أصحابه وتابعيهم هو النظر؛ لأنا قد رأينا فاتحة الكتاب تقرأ هي وسورة غيرها في ركعة ولا يكون بذلك بأس، ولا تجب لفاتحة الكتاب -لأنها سورة- ركعة، فالنظر على ذلك أن يكون كذلك ما سواها من السور لا يجب أيضًا لكل سورة فيه ركعة، وهذا مذهب أبي حنيفة وأيضًا يوسف ومحمد رحمهم الله.
ش: أشار به إلى ما ذكره في هذا الباب من الأحاديث عن النبي - عليه السلام - والآثار من الصحابة والتابعين، من عدم كراهة قراءة بعض السورة في الركعة الواحدة وعدم كراهة الجمع بين السورتين أو أكثر في ركعة واحدة، سواء كانت في مكتوبة أو نفل،