للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسود، عن عبد الله: "أن رسول الله - عليه السلام - قرأ سورة النجم فسجد فيها، وما بقي أحد من القوم إلا سجد، فأخذ رجل من القوم كفًّا من حصى أو تراب فرفعه إلى وجهه وقال: يكفيني هذا. قال عبد الله: فلقد رأيته بعد ذلك قُتِلَ كافرًا".

قوله: "قرأ {وَالنَّجْمِ} " أي سورة {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}.

قوله: "إلا شيخ" قيل: هو أمية بن خلف، وقيل: هو الوليد بن المغيرة، وقيل: هو عتبة بن ربيعة، وقيل: هو أبو أحيحة سعيد بن العاص، والأول أصح، وهو الذي ذكره البخاري في "التفسير"، وأما قول ابن بزيزة: "كان منافقًا" ففيه نظر؛ لأن السورة مكية وإنما كان المنافقون بالمدينة، قال أبو العباس الضرير في "مقامات التنزيل": إنها مكية بالإجماع.

فإن قيل: من المراد من قوله: "وسجد مَنْ معه"؟

قلت: المسلمون والمشركون جميعًا.

لأنه جاء في البخاري (١): عن ابن عباس: "سجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس".

وروى الدارقطني: من حديث أبي هريرة: "سجد النبي - عليه السلام - بآخر النجم والجن والإنس والشجر".

وزعم النووي أن ذلك محمول على من كان حاضرًا، والذي ذكرناه يعكر عليه.

وقال عياض: وسجودهم كان لأنها أول سجدة نزلت.

قلت: فيه نظر؛ لأن أول ما نزل سورة "أقرأ" وفيها سجدة والنجم بعد ذلك بأعوام.

وأيضًا قد روى الحاكم (٢) حديثا صحيحا على شرط الشيخين: من حديث


(١) "صحيح البخاري" (١/ ٣٦٤ رقم ١٠٢١).
(٢) "المستدرك على الصحيحين" (١/ ٣٤٢ رقم ٨٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>