للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيخ البخاري، عن حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة ... إلى آخره.

وأخرج البيهقي (١): من حديث مسلم بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن بكر المزني، نا ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: "حدثني رجلان كلاهما خير مني إن لم يكن -أظنه قال:- أبو بكر وعمر فلا أدري من هو، أن أحدهما سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} وفي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ".

وأخرج أيضًا ما يشابه هذا (٢) من حديث مرة، عن ابن سيرين، نا أبو هريرة قال: "سجد أبو بكر وعمر في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ومن هو خيرٌ منهما".

قلت: أراد به النبي - عليه السلام -.

قوله: "عن رجلين كلاهما خير من أبي هريرة" أراد بهما أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما -.

قوله: "فهذا أبو هريرة قد تواترت عنه الروايات" أي تكاثرت وتتابعت، أنه سجد مع النبي - عليه السلام - أيضًا في سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}، والحال أن إسلامه كان بالمدينة في السنة السابعة من الهجرة كما ذكرنا عن قريب، فإذا كان كذلك؛ كيف يجوز أن يقال: إن رسول الله - عليه السلام - لم يسجد في المفصل -وهو السُّبع السابع- بعد هجرته؟! فدل ذلك كله على فساد ذلك القول، والله أعلم.

ص: وقد روي عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -، عن النبي - عليه السلام - في سجود المفصل أيضًا:

ما حدثنا ربيعٌ الجيزي، قال: ثنا أبو الأسود، قال: ثنا ابن لهيعة، عن العلاء بن كثير، عن الحارث بن سعيد الكندي، عن عبد الله بن مُنَيْنٍ اليَحْصبي: "أن عمرو


(١) "سنن البيهقي" (٢/ ٣٢٣ رقم ٣٥٨٣).
(٢) "سنن البيهقي الكبرى" (٢/ ٣١٦ رقم ٣٥٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>