للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: ذكره ابن أبي حاتم وسكت عنه (١).

وأخرج أبو داود (٢): عن محمَّد بن عبد الرحيم البَرقي، نا ابن أبي مريم، أنا نافع بن يزيد، عن الحارث بن سعيد العتقي، عن عبد الله بن منين من بني عبد كلال، عن عمرو بن العاص: "أن النبي - عليه السلام - أقرأه خمسة عشر سجدة في القرآن منها ثلاث في المفصل وفي سورة الحج سجدتان".

وأخرجه ابن ماجه (٣) والطبراني في "الكبير" (٤) نحوه.

ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: فقد تواترت هذه الآثار عن رسول الله - عليه السلام - بالسجود في المفصل، فبها نقول، وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله.

ش: أي: قد تكاثرت وتتابعت هذه الأحاديث عن رسول الله - عليه السلام - بالسجود في المفصل -وهو السُّبع السَّابع- فدلت على أن فيها السجود، وهي حجة على أهل المقالة الأولى.

قوله: "فبها" أي: فبهذه الآثار نقول، أشار بذلك إلى أنه اختار قول من يقول: في المفصل سجود، وهو أيضًا قول أبي حنيفة النعمان وأبي يوسف يعقوب ومحمد بن الحسن الشيباني رحمهم الله.

ص: فأما النظر في ذلك فعلى غير هذا المعنى؛ وذلك أنا رأينا السجود المتفق عليه هو عشر سجدات:

منهن: الأعراف، وموضع السجود منها قوله: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} (٥).


(١) وذكر الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (٦/ ٤٠) أن يعقوب بن سفيان قد وثقه.
(٢) "سنن أبي داود" (٢/ ٥٨ رقم ١٤٠١).
(٣) "سنن ابن ماجه" (١/ ٣٣٥ رقم ١٠٥٧).
(٤) "المعجم الكبير" (الجزء المفقود).
(٥) سورة الأعراف، آية: [٢٠٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>