للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا رَوْح، قال: ثنا شعبة، عن قتادة مثله.

حدثنا فهد، قال: ثنا أبو غسان، قال: ثنا زهير، قال: ثنا أبو إسحاق، قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد يذكر: "أن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - كان يسجد في الآية الأولى من حم".

حدثنا صالح، قال: ثنا سعيد، قال: ثنا هشيم، عن رجل، عن نافع، عن ابن عمر مثله.

فكانت هذه السجدة التي في {حم} مما قد اتفق عليه، واختلفوا في موضعها، وما قد ذكرنا قبل هذا من السجود في السور الأخرى قد اتفقوا عليها وعلى مواضعها التي ذكرناها، وكان موضع كل سجدة فيها فهو موضع إخبار وليس بموضع أمر، وقد رأينا السجود مذكورًا في مواضع أمر منها قوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي} (١)، ومنها قوله تعالى: {وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} (٢) فكلٌّ قد اتفق أن لاسجود في شيء من ذلك.

فالنظر على ذلك أن يكون كل موضع اختلف فيه هل فيه سجود أم لا أن نَنْظر فيه، فإن كان موضع أمر فإنما هو تعليم فلا سجود فيه، وكل موضع فيه خبر عن السجود فهو موضع سجدة التلاوة، فكان الموضع الذي اختلف فيه من سورة {وَالنَّجْم} فقال قوم: هو موضع سجود التلاوة، وقال آخرون: ليس هو موضع سجدة تلاوة، وهو قوله تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} (٣) فذلك أمر وليس بخبر.

فكان النظر على ما ذكرنا أن لا يكون موضع سجود التلاوة، وكان الموضع الذي اختُلف فيه أيضًا من {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} هو قوله: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ


(١) سورة آل عمران، آية: [٤٣].
(٢) سورة الحجر، آية: [٩٨].
(٣) سورة النجم، آية: [٦٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>