للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: عن فهد بن سليمان، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة ... إلى آخره.

وأخرجه النسائي (١): أنا حميد بن مسعدة، عن يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن زياد الأعلم، قال: ثنا الحسن، أن أبا بكرة حدثه: "أنه دخل المسجد والنبي - عليه السلام - راكع فركع دون الصف، فقال النبي - عليه السلام -: زادك الله حرصًا ولا تعد".

قوله: "ورسول الله - عليه السلام - راكع" جملة اسمية وقعت حالًا , وكذلك قوله: "وقد حفزني النفَس" جملة حالية، وحَفَزَني من الحَفْز وهو الحثّ والإعجال.

وقال الجوهري: حَفَزَه أي: دَفَعَه من خلفه يَحْفِزُه حَفْزًا، والمعنى ها هنا النَّفَس الشديد المتنابع الذي كأنه يُحْفَزُ أي: يُدْفعَ من سياق والليل يحفز النهار أي يسوقه، وحفزته بالرمح أي طعنته، ومادته: "حاء مهملة، وفاء، وزاي معجمة".

قوله: "دون الصف" أي وراءه.

قوله: "زادك الله حرصًا" أي في الخير والمبادرة إليه؛ لأنه استعجل في الركوع قبل أن يتساوى مع من في الصف.

قوله: "ولا تعد" إرشاد له في المستقبل إلى ما هو الأفضل.

ويستفاد منه أحكام وهي:

أن المشي إلى الصف بعد الشروع في الصلاة غير مفسد ولكنه مقدر، فقدره بعض أصحابنا بخطوة حتى لو مشى خطوتين أو أكثر فسدت صلاته، وقدره بعضهم بموضع سجوده، كذا في "المحيط".

وأن الصلاة خلف الصف وحده تكره وإن كانت جائزة، وعن أبي حنيفة: إذا لم يجد فرجةً في الصف ينتظر حتى يجيء آخر فيقوم معه، فإن لم يجد أحدًا حتى


(١) "المجتبى" (٢/ ١١٨ رقم ٨٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>