قوله:"عكوفًا" أي عاكفين ومعناه ملتزمن ومجتمعين، من عكف يعكِف ويعكُف من باب ضَرَبَ يَضْرِبُ ونَصَرَ يَنْصُرُ، والعكوف: الإقامة على الشيء وبالمكان ولزومهما، ومنه المعتكف في المسجد.
قوله:"ينتظرون" جملة حالية.
قوله:"يُهادى" على صيغة المجهول، وقد فسرناه عن قريب.
قوله:"في المخضب" في رواية مسلم بكسر الميم هو مثل الأجّانة والمِرْكن.
قوله:"ذهب لينوء" أي ليقوم وينهض.
قوله:"رقيقًا" أي رقيق القلب كثير الخشية سريع الدمعة.
الثاني: عن فهد بن سليمان، عن أحمد بن عبد الله بن يونس، عن أبي معاوية الضرير محمد بن خازم -بالمعجمتين- عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود بن يزيد النخعي، عن عائشة - رضي الله عنها -.
وأخرجه البخاري (١): ثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثني أبي، قال: ثنا الأعمش، عن إبراهيم، قال: الأسود قال: "كنا عند عائشة - رضي الله عنها - فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها، قالت: لما مرض رسول الله - عليه السلام - مرضه الذي مات فيه، فحضرت الصلاةُ فأذّن فقال: مُرُوا أبا بكر فليصل بالناس. فقيل له: إن أبا بكر رجل أسِيفٌ إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلّي بالناس. وأعاد، فأعادوا له، فأعاد الثالثة، فقال: إنكن صواحبُ يوسف؛ مُرُوا أبا بكر فليصلَّ بالناس، فخرج أبو بكر فصلى، فوجد النبي - عليه السلام - من نفسه خفّةً فخرج يُهادى بين رجلين، فكأني انظر رجليه يخطان من الوجع، فأراد أبو بكر
أن يتأخر، فأومأ إليه النبي - عليه السلام - أنْ مكانك، ثم أُتيَ به حتى جلَس إلى جَنْبه. قيل للأعمش: وكان النبي- عليه السلام - يُصلّي وأبو بكر يُصلّي بصلاته، والناس يصلون بصلاة أبي بكر؟ فقال برأسه: نعم".