للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه النسائي (١): أنا علي بن حجر، قال: ثنا إسماعيل، قال: ثنا حميد، عن أنس قال: "آخر صلاة صلاها رسول الله - عليه السلام - مع القوم؛ صلى في ثوب واحد متوشحًا خلف أبي بكر - رضي الله عنه -".

وأما إسناد حديث أبي موسى الأشعري -واسمه عبد الله بن قيس- فصحيح أيضًا، ومعاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي المَعْنِي أبو عمرو البغدادي شيخ البخاري، وزائدة هو ابن قدامة، وعبد الملك بن عمير بن سُوَيْد اللخمي أبو عمرو الكوفي المعروف بالقبطي روى له الجماعة، وأبو بودة اسمه الحارث، ويقال: عامر بن أبي موسى الأشعري، ويقال: اسمه كنيته، له الجماعة.

وأخرجه أحمد في "مسنده" (٢): ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الملك ابن عمير ... إلى آخره نحوه سواء.

قوله: "فإنكن صواحب يوسف" أراد من هذا الكلام: أني أريد أمرًا وتُردْن خلافه كما كان صواحب يوسف - عليه السلام -، ومن المعلوم أن صواحب يوسف أردن منه ما عصمه الله منه بفضله، وليس كذلك ها هنا، وقيل: إنما كرهت عائشة - رضي الله عنها - تقدم أبيها لئلا يتشاءم الصحابة بموقفه بعد رسول الله - عليه السلام -، فأبى الله سبحانه إلا ذلك.

ص: وحجة أخرى أن عبد الله بن عباس - رضي الله عنها - قال في حديثه: "فأخذ النبي - عليه السلام - في القراءة من حيث انتهى أبو بكر - رضي الله عنه -".

ففي ذلك ما يدل أن أبا بكر قطع القراءة وقرأ النبي - عليه السلام -، فذلك دليل أنه كان الإِمام ولولا ذلك لم يقرأ. لأن تلك الصلاة كانت صلاة يُجهرُ فيها بالقراءة، ولولا ذلك لَمَا عَلِمَ النبي - عليه السلام - الموضع الدي انتهى إليه أبو بكر من القراءة ولا علمَه مَنْ خلف أبي بكر، فلما ثبت بما وصفنا أن تلك الصلاة كانت مما يُجْهَرُ


(١) "المجتبى" (٢/ ٧٩ رقم ٧٨٥).
(٢) "مسند أحمد" (٤/ ٢١٢ رقم ١٩٧١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>