للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: هذا الحديث في سنده اضطراب، وفي متنه أيضًا؛ لأن في رواية أبي داود وأحسب أن أهل زياد أخبروني أنه رفعه، وفي رواية غيره: عن زياد بن جبير، عن أبيه، عن المغيرة.

وفي رواية ابن ماجه: عن زياد بن جبير، سمع المغيرة. وليس فيه عن أبيه.

وقال البيهقي: هذا حديث مشكوك في رفعه، وكان يونس يَقِفُه على زياد.

قلت: لا نسلم أنه مضطرب؛ لأن الطحاوي وأحمد بن حنبل وأبا داود والنسائي والترمذي أخرجوه عن زياد بن جبير، عن أبيه، عن المغيرة كما ذكرناه، وأخرجوه مرفوعًا، وصححه الترمذي والحاكم، فسقط ما قيل فيه فافهم.

وأما عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - فأخرجه بإسناد صحيح: عن عبد الغني بن رفاعة بن عبد الملك الجحمي المصري، شيخ أبي داود، عن عبد الرحمن بن زياد الرصاصي الثقفي، وثقه ابن حبان وأبو حاتم (١)، عن شعبة بن الحجاج، عن أشعث بن سليم أبي الشعثاء المحاربي الكوفي روى له الجماعة، عن معاوية بن سويد بن مقرن المزني الكوفي ابن أخي النعمان بن مقرن روى له الجماعة، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه -.

وأخرجه البخاري (٢) بأتم منه في عشرة مواضع من "صحيحه": ثنا أبو الوليد، نا شعبة، عن الأشعث، قال: سمعت معاوية بن مقرن، عن البراء قال: "أمرنا رسول بسبع، ونهانا عن سبع، أمرنا باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم -أو المقسم- وتشميت العاطس، ونهانا عن آنية الفضة، وخاتم الذهب، وعن المياثر والحرير والديباج والقسي والإستبرق [وإنشاد الضال] (٣) ".


(١) الذي قاله أبو حاتم في "الجرح والتعديل": "سألت أبي عنه، فقال: صدوق".
(٢) "صحيح البخاري" (١/ ٤١٧ رقم ١١٨٢ وانظر رقم [٢٣١٣، ٤٨٨، ٥٣١٢، ٥٣٢٦، ٥٥٠٠، ٥٥١١، ٥٥٢٥، ٥٨٦٨، ٥٨٨١، ٦٢٧٨].
(٣) كذا في "الأصل، ك"، ولم أجد هذه اللفظة في هذه المواضع المذكورة في "صحيح البخاري"، وإنما هي في إحدى روايات مسلم في "صحيحه" (٣/ ١٦٣٦ رقم ٢٠٦٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>