للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للصلاة عليهم؛ لما قد حصل له فيه من ألم الجراحة وكسر رباعيته وما أصابه يومئذ من أذى المشركين.

والدليل على ذلك: ما روي عن سهل بن سعد وأبي هريرة وأنس بن مالك - رضي الله عنهم -.

أما حديث سهل فأخرجه من ثلاث طرق صحاح:

الأول: عن يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن عبد العزيز بن أبي حازم، واسم أبي حازم سلمة بن دينار المدني، روى له الجماعة.

وعن سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله الجمحي المدني، روى له مسلم، وأبو داود والنسائي وابن ماجه، كلاهما يرويان.

عن أبي حازم الأعرج الأفزر التمار المدني القاص الزاهد الحكيم روى له الجماعة، عن سهل بن سعد بن مالك الأنصاري الساعدي له ولأبيه صحبة.

وأخرجه البخاري (١): ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب، عن أبي حازم: "أنه سمع سهل بن سعد وهو يُسأل عن جرح رسول الله - عليه السلام -، فقال: أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله - عليه السلام - ومن كان يسكب الماء بالمجن، وبما دووي، قال: كانت فاطمة بنت رسول الله - عليه السلام - تغسله، وعلي بن أبي طالب يسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة - رضي الله عنها - أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة، أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها، فاستمسك الدم، وكُسِرت رباعيته يومئذ، وجُرح وجهه، وكُسرت البيضة على رأسه".

وأخرجه مسلم (٢): نا يحيى بن يحيى، قال: نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه: "أنه سمع سهل بن سعد يُسأل عن جرح رسول الله - عليه السلام - يوم أحد، فقال: جرح وجه رسول الله - عليه السلام -، وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، فكانت


(١) "صحيح البخاري" (٤/ ١٤٩٦ رقم ٣٨٤٧).
(٢) "صحيح مسلم" (٣/ ١٤١٦ رقم ١٧٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>