للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجمعه: أئمة، وأصله: أَأْمِمَة على أَفْعِلَة مثل: إناء وآنية، وإله وآلهة، فأدغمت الميم، فنقلت حركتها إلى ما قبلها، فلما حرَّكوها بالكسر جعلوها ياءً، وقرئ {فَقَاتِلُوا أَيمَّةَ الْكُفْرِ} (١)، قال الأخفش: جعلت الهمزة ياء لأنها في موضع كسرة وما قبلها مفتوح فلم يهمز؛ لاجتماع الهمزتين، قال: ومن كان رأيه اجتماع الهمزتين هَمَزَهُ، قال: وتصغيرها أُوَيْمة، لما تحركت الهمزة بالفتحة قلبها واوًا.

وقال المازني: أُيَيْمة، ولم يقلب.

قوله: "العلامة" مبالغة عالم، وقال الجوهري: رجل علامة أي عالم جِدًّا، والهاء للمبالغة كأنهم يريدون به: داهية.

قوله: "أبو جعفر" كنية الطحاوي، و"أحمد" اسمه، و"الأزدي" نسبته إلى القبيلة، و"الطحاوي" نسبته إلى البلد، وقد ذكرنا وجه ذلك في ترجمته، والفرق بين الكُنية واللقب والاسم والنسبة: أن الكُنية كل اسم بُدئ بأب أو أم، كما تقول: أبو عمرو، وأم عمرو.

و"اللقب" ما يدل على شرف في المُسمّي أو حقارة، كعتيق لقب الصديق، وسَفِينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبَطّة، وقُفَّة، وأنف الناقة.

و"الاسم" -أعني به العلَمَ-: ما وضع في أول أحواله لشيء بعَيْنه ولا يقع على كل ما يشبهه، ألا ترى أن زيدًا وضع في أول ما وضع للرجل المعين، ثم ليس كل من يكون مثل زيد يسمى زيدًا، ثم هو ينقسم إلى شخصي وجنسيّ:

فالشخصي: كأعلام أولي العلم، وما يتحد ويؤلف.

فالأول: كزيد من الإنس، وآصف من الجن، وجبريل من الملائكة (٢). ومنه أسماء الله تعالى الله والرحمن.


(١) هي قراءة نافع كما في "البدور الزاهرة" (ص ١٣٣، ١٣٤)، والآية من سورة التوبة، آية: [١٢].
(٢) هذا آخر ما قمتُ باستدراكه من كتاب "مباني الأخبار" نسخة "دار الكتب المصرية" بخط مؤلفه بدر الدين العيني -رحمه الله-. انظر وصف المخطوطات في المقدمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>