ولا نعلم أسند هلال بن حصن عن أبي سعيد إلا هذا الحديث.
وقد رواه عن قتادة جماعة فاقتصرنا على التيمي وأبان.
الثالث: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي أيضًا، عن محمَّد بن المنهال، عن يزيد بن زريع، عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن هلال بن حصن أخي بني مرة بن عُبَاد، عن أبي سعيد.
وأخرجه أحمد في "مسنده"(١): ثنا محمَّد بن جعفر وحجاج، قالا: ثنا شعبة، سمعت أبا حمزة يحدث، عن هلال بن حصن قال:"نزلت على أبي سعيد الخدري فضمني وإياه المجلس، قال: فحدث أنه أصبح ذات يوم وقد عصب على بطنه حجرًا من الجوع، فقالت له امرأته أو أمه: ائت النبي - عليه السلام - فسله فقد أتاه فلان فسأله فأعطاه وأتاه فلان فسأله فأعطاه. قال: قلت: حتى ألتمس شيئًا. قال: فالتمست فأتيته -قال حجاج: فلم أجد شيئًا فأتيته -وهو يخطب فأدركت من قوله وهو يقول: من استعف يعفه الله ومن استغن يغنه الله، ومَن سألنا إما أن نبذل له وإما أن نواسيه -أبو حمزة الشاكّ- ومَن يستعف عنا أو يستغني أحبّ إلينا ممن سألنا. قال: فرجعت فما سألته شيئًا، فما زال الله -عز وجل- يرزقنا حتى ما أعلم في الأنصار أهل بيت أكثر أموالًا منا".
قوله:"المجلس" مرفوع؛ لأنه فاعل لقوله:"فضمني".
قوله:"لا والله حتى أطلب" أي: لا أسأل والله رسول الله - عليه السلام - حتى أطلب شيئًا من غير هذا الوجه، فطلبت فلم أجد شيئًا.
قوله:"وهو يخطب". جملة اسمية وقعت حالًا، وكذلك قوله:"وهو يقول".
قوله:"إما أن نبدل له" أي: إما أن نعطي له، من البذل وهو العطاء.