فهؤلاء الأئمة الثلاثة وهم: مالك، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، وهم الحجة عن الزهري قد اختلفوا في إسناد هذا الحديث كما تراه.
وقد روى هذا الحديث أيضًا عن الزهري غير هؤلاء الثلاثة على خلاف ما رواه عن الزهري عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم مرفوعًا، وبيَّن ذلك بطريقين:
أحدهما هو الوجه الرابع: الذي أخرجه عن أبي بكرة، عن روح بن عبادة، عن صالح بن أبي الأخضر اليمامي مولى هشام بن عبد الملك، فيه مقال؛ فعن يحيى: ضعيف. وعنه: ليس بشيء. وعن البخاري: ليِّن. وعنه: ضعيف. وعنه: ليس بشيء. روى له الأربعة.
وهو يروي عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عبد الله بن عمر. ولم يذكر حفصة ولا رفعه.
والآخر وهو الوجه الخامس: أخرجه عن أبي بكرة أيضًا، عن روح بن عبادة، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد بن سعيد الكندي الصحابي، عن المطلب بن أبي وداعة الحارث بن صُبَيْرة الصحابي، عن حفصة أم المؤمنين موقوفًا عليها.
قوله:"ثم قد رواه نافع أيضًا" أي ثم قد روى هذا الحديث نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر فلم يرفعه.
وأخرجه من طريقين:
أحدهما: هو الوجه السادس: عن أبي بكرة، عن روح بن عبادة، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن عبد الله بن عمر موقوفًا عليه.