للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ليس من البر" أي: ليس من الطاعة والعبادة أن تصوموا في حالة السفر، و"البِرُّ": بكسر الباء الإحسان أيضًا، ومنه بِرُّ الوالدين، يقال: بَرَّ يَبِرُّ فهو بَارٌّ وجمعه بررة، وجمع "البَر" -بفتح الباء- أبرار، والبر بالفتح بمعنى الجيد والخَيِّر، ومنه قوله - عليه السلام -: "صلوا خلف كل بَرٍّ وفاجر"، ويجيء بمعنى العطوف، وفي أسماء الله: البَرُّ: العطوف على عباده ببره ولطفه، والبَرُّ والبارُّ بمعنى، وإنما جاء في اسم الله تعالى البَرُّ دون البار.

والبَرّ -بالفتح- خلاف البِرِّ أيضًا وجمعه برور، ويقال: إن كلمة "مِنْ" في قوله: "ليس من البر" أي ليس البر، كما في قولهم: ما جاءني من أحد، أي: ما جاءني أحد.

قلت: لا خلاف في زيادة "مِنْ" في النفي، وإنما الخلاف في الإثبات، فأجازه قوم، ومنعه آخرون.

قوله: "ورجل قد ظُلِّلَ عليه" قيل: اسم هذا الرجل أبو إسرائيل، ذكره الخطيب في كتاب "المبهمات".

قوله: "أن تصوموا" في محل الرفع على أنه اسم "ليس"، و"أن" مصدرية، وتقديره: ليس من البر صومكم في السفر، وإذا جعلنا "مِنْ" زائدة يكون البر هو اسم "ليس" وتكون "أن تصوموا" في محل النصب على الخبرية، أي: ليس البر صومكم، فافهم.

قوله: "يُرش عليه" على صيغة المجهول في محل النصب على الحال.

قوله: "ما بال هذا؟ " أي: ما شأنه وما حاله.

قوله: "صائم" مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو صائم.

قوله: "برخصة الله" الرخصة في اللغة عبارة عن الإطلاق والسهولة والسعة، ومنه رخص السعر إذا تراجع وخف على الناس، واتسعت السلع وكثرت وسهل وجودها، وفي الشريعة تنبئ عن معناها اللغوي؛ إذ هي الأحكام الثابتة بناء على أعذار العباد تيسيرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>