وأما الخامس: ففي إحدى روايات النسائي (١) أيضًا: أنا محمَّد بن عبد الأعلى، قال: نا خالد، عن شعبة، قال: أنبأني أنس بن سيرين، عن رجل يقال له: عبد الملك، يحدث عن أبيه:"أن رسول الله - عليه السلام - كان يأمر بهذه الأيام الثلاث البيض، ويقول: هي صيام الشهر" انتهى.
وأما قتادة بن ملحان فقال البخاري في "تاريخه": الصواب هو قتادة بن ملحان، وقول شعبة: عبد الملك بن منهال وهم.
وقال ابن الأثير: روى شعبة، عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن منهال أو ملحان، والصواب: ابن ملحان.
وقال أيضًا: ملحان بن شبل البكري، وقيل: القيسي، وهو والد عبد الملك بن ملحان ويقال: إنه والد قتادة بن ملحان القيسي مختلفون فيه، وله حديث واحد، ثم روى هذا الحديث المذكور، ثم قال: اختلف فيه على شعبة وعلى أنس بن سيرين أيضًا فقال أبو الوليد الطيالسي ومسلم بن إبراهيم وسليمان بن حرب: عن شعبة، عن عبد الملك بن ملحان، عن أبيه. إلا أن أبا الوليد قال: عبد الرحمن بن ملحان وهو غلط، وقال يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أنس، عن عبد الملك بن منهال، عن أبيه.
قال ابن معين: وهو خطأ، والصواب عبد الملك بن ملحان.
ورواه همام، عن أنس، عن عبد الملك بن قتادة القيسي، عن أبيه، عن النبي - عليه السلام - مثل حديث شعبة، وهو خطأ، والصواب رواية شعبة؛ فإن همامًا ليس ممن يعارض به شعبة، والله أعلم.
قوله:"ثلاث عشرة ... إلى آخره" وأراد بها الثالث عشر من الشهر والرابع عشر والخامس عشر، وهي أيام البيض أي: أيام ليالي البيض؛ وسميت بيضًا؛ لأن القمر يطلع فيها من أولها إلى آخرها، ويقال: إن آدم - عليه السلام - لما ترك الأمر وأكل