للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابع: عن صالح بن عبد الرحمن عن سعيد بن منصور الخراساني شيخ مسلم وأبي داود عن هشيم بن بشير عن عبد الملك بن جريج ومنصور بن زادان ومحمد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثلاثتهم عن عطاء بن أبي رباح عن يعلى بن منية إلى آخره.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (١): ثنا زكريا بن يحيى الواسطي، نا هشيم، عن منصور، عن عطاء، عن يعلى بن أمية قال: "جاء رجل أعرابي إلى رسول الله -عليه السلام- وعليه جبة عليها ردع من خلوق، فقال: يا رسول الله، إني أحرمت فيما ترى، وإن الناس يسخرون مني، فأطرق عنه هنيهة، ثم قال: اغسل عنك أثر الزعفران، واخلع جبتك واصنع في عمرتك ما كنت صانعًا في حجتك".

وأخرجه أبو علي الطوسي نحوه.

قوله: "وعلى جبته ردوع من خلوق" الردوع جمع ردع -بفتح الراء وسكون الدال وبالعين المهملات- وهو الشيء اليسير من الخلوق، يقال: ثوب به ردع من الزعفران أي لطخ لم يعمه كله وفي "الموعب": الردْع أثر الخلوق والطيب في الجسد، وعن أبي عمرو: هو اللطخ، وقد ردعته وارتدع هو، وقال ابن سيده بالثوب ردع من زعفران أي شيء يسير في مواضع شتى، وقميص رادِع ومردُوع ومُرَدعَّ: فيه أثر الطيب.

وفي بعض النسخ: "ردع" بالإِفراد، وهذه هي الأصح والله أعلم.

قوله: "فيجوز أن يكون النبي -عليه السلام- أراد بأمره ... إلى آخره" جواب ثان عن الحديث المذكور، بيانه أن يقال: يجوز أن يكون المراد من قوله: "واغسل عنك الصفرة" في حديث يعلى المذكور في أول الباب أمرًا لما كان من نهيه أن يتزعفر الرجل، وليس لأجل أنه طيب تطيب به قبل الإِحرام، ثم حرم عليه بسبب الإِحرام، ثم شرع في بيان النهي عن تزعفر الرجل بقوله:


(١) وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢/ ٢٥٩ رقم ٦٦٩) من طريق زكرياء بن يحيى به.

<<  <  ج: ص:  >  >>