قوله:"إلى الجُرف" بضم الجيم والراء: موضع قريب من المدينة، وهي في الأصل ما تجرفه السيول وأكلته من الأرض.
قوله:"ما أراني" أي ما أرى نفسي.
قوله:"وما شعرت" أي وما علمتْ.
قوله:"ما رأى في ثوبه" أي من المني.
ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: فأما ما رُوي عن يحيى بن عبد الرحمن، عن عمر، فهو يدل على أن عمر فعل ما لا بد له منه؛ لضيق وقت الصلاة ولم ينكر ذلك عليه أحد ممن كان معه، فدل ذلك على متابعتهم إياه على ما رأى من ذلك، وأما قوله:"وأنضح ما لم أر" فإن ذلك يحتمل أن يكون أراد به: وانضح ما لم أره مما أتوهم أنه أصابه ولا أتيقن ذلك؛ حتى يقطع ذلك (الشك عنه)(١) فيما يستأنف، ويقول: هذا البلل من الماء.
ش: ملخص هذا الكلام: أن هذا من عمر - رضي الله عنه - لا يدل على طهارة المني عنده، ولا على نجاسته، كما هو هكذا في حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -.
ص: حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن طلحة بن عبد الله، عن أبي هريرة، قال في المني يصيب الثوب:"إَنْ رأيته فاغسله، وإلَّا فاغسل الثوب كله".
قال أبو جعفر -رحمه الله-: فهذا يدل على أنه قد كان يراه نجسا.
ش: إسناده صحيح، وأبو الوليد: هشام بن عبد الملك الطيالسي، شيخ البخاري وغيره.
والزهري: هو محمَّد بن مسلم.
(١) كذا في "الأصل، ك"، وفي "شرح المعاني": عنه الشك.