ص: وقد فعل ذلك أيضًا أصحاب رسول الله -عليه السلام- من بعده:
حدثنا فهدٌ، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر -رضي الله عنه- قال:"فيم الرَمَلان الآن والكشف عن المناكب وقد نفى الله -عز وجل- الشرك وأهله؟! ومع ذلك لا ندع شيئًا عملناه مع رسول الله -عليه السلام-".
حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا يحيى بن عيسى، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن يعلى بن أمية قال:"لمَّا حج عمر -رضي الله عنه- رَمَل ثلاثًا" وهذا بحضرة أصحاب رسول الله -عليه السلام- لا ينكره منهم أحدٌ.
حدثنا محمد بن خزيمة، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا فضيل بن عياض، عن منصور بن المعتمر، عن شقيق، عن مسروق قال:"قدمت مكة معتمرًا، فتبعت عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- فدخل المسجد، فرَمَل ثلاثًا، ومشى أربعًا".
حدثنا محمد، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا حماد، عن أيوب، عن نافع:"أن ابن عمر كان إذا قدم مكة طاف بالبيت ورَمَل، ثم طاف بين الصفا والمروة، وإذا لبَّى بها من مكة لم يرمل بالبيت، وأخر الطواف بين الصفا والمروة إلى يوم النحر، وكان لا يرمل يوم النحر".
ش: أي وقد رمل أيضًا أصحاب رسول الله -عليه السلام- من بعده، وأخرج عن ثلاثة منهم، وهم: عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهم-.
أما أثر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فأخرجه من طريقين:
الأول: عن فهد بن سليمان، عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني، فيه مقال، فقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. روى له أبو داود وابن ماجه. عن هشام بن سعد أبي عباد المدني يقال له: يتيم زيد بن أسلم، فيه مقال، فقال أحمد: لم يكن بالحافظ. وعن يحيى: ضعيف، وعنه: صالح. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. ولكن روى له مسلم والأربعة، عن زيد بن