للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي هذا الحديث ما يدل أنها قد كانت خرجت من عمرتها التي صارت مكان حجتها بفسخ الحج بمضيها إلى عرفة قبل طوافها لها؛ لأن رسول الله -عليه السلام- قال لها: "أما كنت طفت ليالي قدموا" أي لو كنت طفت كانت قد تمت لك عمرتك مع حجتك التي قد فرغت منها، فلما أخبرته أنها لم تكن طافت ليالي قدموا، جعلها بما فعلت بعد ذلك لحجها من وقوفها بعرفة أو توجهها إليها خارجة من عمرتها، [فأمرها] (١) أن تعتمر أخرى مكانها من التنعيم، فكيف يجوز لقائل أن يقول أن طوافها بالبيت لحجة هي فيها يكون لتلك الحجة ولعمرة أخرى قد خرجت منها قبل ذلك، هذا عندنا محال.

ش: أي قد روى الأسود بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، عن عائشة -رضي الله عنها- في أمر عائشة.

أخرجه بإسناد صحيح، عن الربيع بن سليمان صاحب الشافعي، عن أسد بن موسى، عن أبي عوانة الوضاح اليشكري، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، عن عائشة.

وأخرجه البخاري (٢): عن عثمان، عن جرير، عن منصور، عن إبراهيم ... إلى آخره.

ومسلم (٣): عن زهير بن حرب، عن جرير، عن منصور ... إلى آخره.

وقد ذكرناه فيما مضى.

قوله: "ولا نرى" بفتح النون وضمها، قال القرطبي: أي ولا نظن.

قوله: "ليلة النفر" أي الرحيل، وهو بدل من قوله: "ليلة الحصبة"، وليس بموجود في بعض النسخ، وباقي الكلام ظاهر.


(١) في "الأصل، ك": "أمر لها"، والمثبت من "شرح معاني الآثار".
(٢) "صحيح البخاري" (٢/ ٥٦٦ رقم ١٤٨٦).
(٣) "صحيح مسلم" (٢/ ٨٧٧ رقم ١٢١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>